الوضعية المشكلة هي أداة تعليمية تستخدم في مجال التعليم لتحفيز التفكير النقدي وتنمية مهارات حل المشكلات لدى الطلاب، تتكون الوضعية المشكلة من عدة مكونات تساعد في تحقيق هذه الأهداف. إليك بعض المكونات الرئيسية للوضعية المشكلة:
: محتويات المقال
الوضعية المشكلة
الوضعية المشكلة المقاربة بالكفايات
خصائص الوضعية _المشكلة
مكونات الوضعية المشكلة
خطوات حل الوضعية المشكلة
دور المدرس أثناء حل وضعية مشكلة
الوضعية المشكلة
تنطلق الوضعية- المشكلة من وضعية، كما يدل على ذلك اسمها؛ وتعني الوضعية ما يدل على العلاقات التي تقيمها الذات (ذات المتعلم(ة) مثلا) مع المحيط الاجتماعي والفيزيقي (الأسرة، الأصدقاء، القرية أو المدينة، السوق، الأحداث،المحيط الطبيعي...الخ). أما الوضعية-المشكلة فتعني وضع المتعلم(ة) أمام مشكل ينطلق من وضعية؛ أي من سياق له معنى...
هي وضعيات تعلمية يكون فيها المتعلم أمام مشكل معقد لا يملك له حلا، أو أمام صعوبات يبدو مخرجها في البداية صعبا، و بالتالي تنتابه حالة من التوتر وعدم الاتزان، الأمر الذي يحفزه للبحث والتقصي، معبئا ما لديه من مكتسبات، قصد التوصل إلى حل فهي إذن وضعیيات تعلمية، تتجمع فيها مجموعة من العوائق و الصعوبات، وفق ظروف وشروط معينة، يطلب من المتعلم تحديها معبئا معارفه و قدراته ومهاراته، وبهذا المعنى يصبح توفق المتعلم في أداء المهمة دليلا على كفاءته.
|
الوضعية المشكلة |
تقرؤون أيضا:
مكونات الوضعية المشكلة
عندما يتعلق الأمر بتعزيز التفكير النقدي وتطوير مهارات حل المشكلات لدى الطلاب، تعتبر الوضعية المشكلة أداة قوية في مجال التعليم. تعتمد الوضعية المشكلة على إطلاق تحديات واقعية تتطلب من الطلاب التفكير النقدي والبحث عن حلول إبداعية ومبتكرة. ولتحقيق ذلك، تتكون الوضعية المشكلة من عدة مكونات مهمة، وفيما يلي سنستعرض بعضهاالوظيفة: وتتمثل في تحديد الهدف من حل الوضعية ما يحفز التلميذ على الإنجاز.
السند أو الحامل: ويتضمن مجموع العناصر المادية التي يتم تقديمها للمتعلم.
ومنها: النصوص، الصور، الرسوم، والمحیط الذي يوجد فيه المتعلم.
السياق:ويعبر عن المجال الذي تمارس فيه الكفاية (سياق عائلي، اجتماعي، مهني).
المهمة:وتتمثل في مجموع التعليمات التي تحدد ماهو مطلوب من المعلم إنجازه.
الإرشادات: مجموعة من التوجيهات المتضمنة لقواعد العمل، تقدم للمتعلم قصد القيام بعمله.
فئة الوضعيةالمشكلة
ويمكن لعدد من الوضعيات أن تشكّل فئة أو عائلة إذا ارتبطت بالكفاية نفسها واستهدفت تعبئة الموارد نفسها، إضافة إلى تكافؤ مستوى التركيب فيها.
ويتجلّى ذلك في ما يأتي:
* العدد من الأسناد
* نفس الفترة الزمنية للحل
* نفس كيفية الإنجاز (عمل فردي، عمل مجموعات، ...)
إعداد وضعية مشكلة:
تكمن المراحل الأساسية لوضعية مشكلة في:
• تخطيط دقيق للتعليمات الواجب إعطاؤها (تقديمها) للمتعلمين: (ظروف العمل، نص الوضعية، المنتوج المنتظر).
•تقدير جيد لعمل المجموعات: (ضبط النشاط الأساسي للوضعية المشكلة).
• تدبير تواصل الأفكار ما بين أفراد المجموعة من جهة وبين مجموعة وأخرى من جهة ثانية، ثم بين المتعلمين والمدرس (ليس على مستوى الحل المراد الوصول إليه فقط، بل كذلك على مستوى سيرورة الإنجاز لدى كل مجموعة).
•تشجيع المتعلمين على التفكير في (تطوير) مكتسباتهم المعرفية والمنهجية (أي على مستوى الميتا معرفي métacognitif).
• تشجيع المتعلمين على (إعادة) الرجوع إلى تركيب مكتسباتهم القبلية، على ضوء ملاحظات المدرس وكذلك باعتبار المعارف الرياضياتية الواردة في المقرر الدراسي. (يتعلق الأمر بمأسسة المعارف، والتي تسمح للمتعلمين بتثبيت (وتحيين) مكتسباتهم بعلاقة مع التمثلات التي هي في طور البناء، خلال البحث عن حل للوضعية المشكلة.
خصائص الوضعية - المشكلة:
أن تكون مركبة ومصطنعة، وأن تتضمن عائقا أو لغزا محيرا، وأن ترتبط بالحياة اليومية للمتعلم، وأن تعبر عن حاجياته، وأن تتضمن أنشطة استكشافية وإدماجية، وأن يكون المتعلم فيها هو الفاعل الرئيسي، وأن تمزج بين الجانبين المدرسي والوضيفي، ثم أن تكون قابلة لحلول متعددة لكي تساهم في التربية على الاختيار والقيم وتنمية الكفايات..
•أن تكون دالة، أي ذات معنى بالنسبة للمتعلم (مرتبطة بواقعه الاجتماعي مثلا).
•أن تكون "وضعية": أي أن تكون عبارة عن موقف أو تجربة حياتية.
• أن تكون " وضعية":أي أن تكون إما سؤالا محيرا أو عناصر توهم بأنها متناقضة ومع ذلك، فإن الحل ينبغي أن يكون في متناول المتعلم، ومناسبا للتحدي الذهني، الذي يطلب منه رفعه.
•أن يكون فيها المتعلم فاعلا أساسيا، بحيث تكون إنتاجية المتعلم منتظرة باستمرار.
•أن يتم عرضها بأسلوب سردي، حكائي و أن تصاغ أفعالها بصيغة المخاطب.
•أن تكون إدماجية، أي تقتضي تعبئة مختلف الموارد إضافة إلى المكتسبات السابقة للمتعلم.
•أن تكون الوضعية المشكلة مرتبطة بكفاية معيّنة أي ملائمة للكفاية المستهدفة، مركبّة، تحتوي معلومات أساسيّة وأخرى ثانوية،
•تدمج مجموعة من الموارد، ذات دلالة، أي ذات معنى بالنسبة إلى المتعلم، (من واقع المتعلّم مثلا)
• تثير الوضعية المشكلة التساؤل لدى المتعلم،
جديدة بالنسبة إلى المتعلّم، وإلاّ اعتبرت استرجاعاً لما تمّ تعلمه سابقا.
أنواع الوضعيات المشكلة هي:
-الوضعية- المشكلة الاستكشافية (Situation problème de decouverte):
وتسمى بوضعية الانطلاق تكون في بداية الحصة وتهدف إلى رصد تمثلات المتعلمين؛
_ الوضعية-المشكلة البنائية ( Situation problème constructive ):
تكون أثناء الدرس وتهدف إلى بناء التعلمات الجديدة انطلاقا من تعلمات سابقة ويشترط فيها أن تكون مألوفة محفزة مثيرة للاهتمام تشكل عائقا بالنسبة للمتعلم يتطلب استدعاء تمثلات مختلفة قصد تجاوز العائق.
مثال:
الوضعية المسألة التي توظف في الحصة الأولى من درس الرياضيات والتي تهدف إلى بناء المفهوم الرياضي؛
_ الوضعية-المشكلة الديداكتيكية (Situation problème didacitique ):
هي وضعية مشكلة تكون في بداية الدرس أو خلاله. وما يميزها عن الوضعية المهنية او العادية هو كون المدرس طرفا وسيطا ومصاحبا، وتكون التعلمات مجزأة في الوضعية الديداكنيكية؛
_ الوضعية-المشكلة الإدماجية أو المستهدفة ( Situation problème cible ):
تسمى كذلك بوضعية إعادة الاستثمار. وتستعمل للتقويم أي خلال الامتحاناتوتفيد في عملية الادماج أو تعلم الادماج.
مثال:
سعيد يسكن بنواحي ميدلت؛ أراد أن يغرس أشجار التفاح من أجل العصير وتسويقه في أقرب مكان ملائم، زوده بالارشادات الضرورية اعتمادا على معارفك حول التربة والمناخ والأسواق وجغرافية المغرب بصفة عامة؟
_ الوضعية-المشكلة التقويمية ( Situation problème d'evaluation ):
هي وضعية للتحقق من حصول تعلم معين ومدى قدرة المتعلم على توظيفه في حل وضعية جديدة تنتمي إلى فئة من الوضعيات. وقد تكون الوضعية التقويمية قبل الإدماج أو بعده، أو لتقويم الهدف النهائي للإدماج، أو وضعية للتقويم التشخيصي او التكويني او الاجمالي.
أهداف الوضعية المشكلة
•تهدف بيداغوجيا الوضعية المشكلة إلى:
تقدير الذات وزرع الثقة بالنفس، والتعبير بحرية، وتقبل مواجهة الخطأ بإعادة النظر في أساليب التفكیر واستراتيجيات العمل. . .
•تنمية قدرات المتعلم على التواصل و البرهنة و الحجج من خلال فترات المناقشةوالحوار.
•تنمية مجموعة من القيم لدى المتعلم، خاصة قيمة التعاون (أثناء عملية البحث عن حلول داخل مجموعة)و الانصات و اعتبار الآخر.
•تنمية روح المبادرة وتحمل المسؤولية.
• تعلم المتعلم كيف يواجه ما قد يعترضه من مشاكل.
وظائف الوضعيةـ المشكلة :
للوضعيةـ المشكلة وظائف متعددة منها :
وظيفة ديداكتيكية Fonction didactique :
وتتمثل في تقديم إشكالية لا يفترض حلها منذ البداية وإنما تعمل على تحفيز التلميذ لانخراطه الفاعل في بناء التعلم.
وظيفة تعلم الإدماج F. Apprentissage de l'intégration
ويتعلق الأمر بتعلم إدماج مختلف الموارد (التعلمات المكتسبة) في سياق خارج المدرسة.
- وظيفة تقويمية F . d'Evaluation : وتتحقق هذه الوظيفة عندا تقترح وضعية – مسألة جديدة بهدف تقويم قدرة التلميذ على إدماج التعلمات في سياقات مختلفة ووفق معايير محددة ويعتبر النجاح في حل هذه الوضعيةـ المشكلة دليلا على التمكن من الكفاية .
كما أن للوضعيةـ المشكلة وظائف أخرى منها :
- بناء وتحويل وتنمية القيم والاتجاهات ودعم التفاعل بين المواد وتنمية القدرة على الخلق والإبداع من خلال الأسئلة المفتوحة .
أهمية الوضعية المشكلة:
- تتيح للمتعلم فرصة تعبئة مكتسباته في مجالات حياته
- - تشكل تحديا بالنسبة للمتعلم ومحفزا على التعلم الذاتي.
- - تتيح له فرصة الاستفادة من مكتسباته وذلك بنقلها بين سياقات مختلفة ووضعيات متنوعة .
- - تمكنه من تحديد حاجاته في التعلم من خلال الفرق بين ما اكتسبه وما يتطلبه حل الوضعية المشكلة.
- - تمكنه من الربط بين النظري والتطبيقي .
- - تحثه على التساؤل عن كيفية بناء وصقل المعرفة
مراحل حل الوضعية المشكلة
تقدّم حصّة الوضعيّة - مشكلة وفق المراحل الآتية :
1- مرحلة العرض
• طرح المشكل لخلق الأزمة العقليّة المعرفيّة
• تقديم التعليمات
2-مرحلة العمل:
•تشكيل الأفواج وتوزيع الأدوار.
•توزيع الوسائل والسندات
•البحث والتقصّي بشكل فردي أو فوجي
هذه المرحلة قد تفقد توازن التلاميذ، وعليه يكون دور المعلّم هاما في الحفاظ على الدّافع.3_مرحلة الصياغة:
•صياغة الفرضيات
•التحقق من صحتها
•استخلاص النتائج
_4مرحلة المصادقة
•المصادقة قبول الحل
5 مرحلة التأسيس
•بناء المعلومات الجديدة
•اكتساب التصورات الجديدة والقطيعة.
كيف تقوّم حصّة وضعية – مشكلة ؟1 التقويم التكويني
• ينطلق التقويم التكويني بمجرّد الشروع في وضعية – مشكلة، وينصب على الخطوات التي اتبعها التلاميذ :
• ملاحظة كيفية اتصالهم بعضهم ببعض.
• تدرّجهم وصياغتهم للفرضيات.
• محاولاتهم حلّ المشكل المطروح.
• يتعيّن على المعلّم، حسب الحالات، التدخل ليس لحلّ المشكل بدل التلاميذ، ولكن :
• لإبراز البنية ( الهيكلـة ) ـ للتذكيـر بتعليمـة.
• لإظهار مستوى تقدّم التلاميذ ـ لإقتراح نشاطات وسيطيّة.
• لفكّ تعقيد بواسطة وسائل مسهّلة.
كيف تقوّم حصّة وضعية – مشكلة ؟
2- التقويم التحصيلي:ينصبّ التقويم التحصيلي على المكتسبات، أي على الأهداف المأمول بلوغها
• يمكن أن ينجز هذا التقويم في شكل تمرين جديد أو تحرير تقرير
• نهـاية حصّة الوضعيّة – مشكلـة
• يتعيّن على المعلّم في نهاية حصّة الوضعيّة – مشكلة :
• أن يسترجع زمام الأمور لإعادة بناء كلّ الأفكار التي تداولها التلاميذ.
• أن يقدّم الإضافات والمعلومات الضروريّة
• أن يقترح الملخّـص المناسب.
الوضعية المشكلة و المقاربة بالكفايات
ينطلق التدريس المتمركز على المقاربة بالكفايات من مبدأ أساسي هو اعتبار المتعلم فاعلا أساسيا في بناء تعلماته، يعتمد على ذاته أي لا يبقي مجرد متلقي، وإنما يتم وضعه في وضعيات اشتغال، يؤدي ما يطلب منه من مهام باستقلالية، و يتحمل مسؤولية البحث عن حلول لما يواجهه من وضعيات مشكلات،اذ لايمكن تصور بناء الكفاية لدى المتعلم بدون وضعیات مشكلات. وكما يمكن لهذه الوضعيات وضعيات بناء الكفايات أن وضعيات( تستهدف إرساء معارف وقدرات سلوكات جديدة) أي وضعیات تعلمية ( Situations d'apprentissage) يمكنها أيضا أن تكون وضعيات تقویم المدى تحقق الكفاية وضعيات تستهدف تدريب التلاميذ على دمج المكتسبات، أي وضعیّيات مرمی (Situationscibles) عبر ما يتم إنجازه من طرف المتعلم في الوضعية، نحكم على ما تم له اكتسابه وعن المسافة الفاصلة بين المنتوج الذي يقدمه و الكفاية المستهدفة أي المنتوج المنتظر ،باختصار نقول أن النجاح في حل هذه الوضعية المشكلة يعتبردليلا على التمكن من الكفاية.
الفرق بين الوضعية المشكلة و والوضعية التقويمية
الوضعية التقويمية لا تختلف في تركيبتها عن الوضعية المشكلة التي تعتمد في التعلم وإكساب الكفاية إلا في درجة تعقيد المشكلة، حيث تكون المشكلة في الوضعية المشكلة مركبة بدرجة كبيرة بحيث تطرح أمام المتعلم تحديا طويل الأمد وتستدعي منه عددا من التعلمات الجديدة للتمكن من حلها، في حين تكون المشكلة في الوضعية التقويمية في متناول المتعلم، ولا تفرض عليه تحديات تتطلب تعلمات جديدة بل تستدعي فقط تعبئة تعلماته ومكتسباته.
"بصفة عامة يمكن القول إن الوضعية – المشكلة تعني جملة من المعلومات التي ينبغي أن يحركها شخص أو مجموعة أشخاص من اجل تنفيذ مهمة معينة لم يكن مخرجها في البداية واضحا. تتحدد الوضعية -المشكلة بمكونين: الوضعية التي تستلزم وجود فرد وسياق، والمشكلة التي تتحدد أساسا من خلال عائق، أو مهمة يجب إنجازها، ومعلومات يجب مفصلتها.
دور المدرس أثناء حل الوضعية المشكلة
• يتابع المدرس الأعمال الفردية عن كثب، ويلاحظ المحاولات المتعثرة والصائبة، لاستثمارها أثناء المناقشة الجماعية في بناء التعلمات
•يحرص على إشراك جميع التلاميذ في البحث عن الحل حتى يتجنب اتكال بعض التلاميذ على غيرهم من تلاميذ القسم أو على الأستاذ نفسه.
•يقوم إنتاجات المتعلمين، ويشركهم في تقويمهم الذاتي.
•وتجب الإشارة إلى أن تحركات الأستاذ في فضاء القسم لها أهمية قصوى لذا يستحسن أن يتنقل بين الصفوف لتتبع أنشطة التلاميذ عن كثب.
•يهيئ المدرس الظروف والوسائل اللازمة للاشتغال
يفترض أن لا يقدم الأستاذ مساعدات للحل، إلا أن هذا لا يعني غيابه عن النشاط.
من كل ما تم التطرق له في هذه الورقةالعلمية تتضح لنا فعالية الوضعية الملشكلة في العملية التعليمية التعلمية، فهي تكسب المتعلمين أساليب سليمة في التفكير، وتنمي قدرتهم على التفكير التأملي وتنويع طرق التفكير وتكامل استخدام المعلومات وإثارة حب الاستطلاع العقلي نحو الاكتشاف، وكذا تنمية القدرة على التفكير العملي، وتفسير البيانات بطريقة منطقية صحيحة، ورسم الخطط للتغلب على الصعوبات، وإعطائهم الثقةفي أنفسهم، وتنمية الاتجاه العلمي في مواجهة الوضعية المشكلة غيرالمألوفة التي يتعرضون لها.