الوضعيات الديدكتيكية

 

الوضعيات الديدكتيكية

إن سيرورة حصول التعلمات من خلال«نظرية الوضعيات الديدكتيكية » تتمثل في مجموعة وضعيات يتفاعل فيها المتعلم/المتعلمة مع الوضعية-المسألة المقدمة حيث ينتقل من وضعية الفعل إلى وضعية الصياغة ثم إلى وضعية المصادقة فوضعية المأسسة ووضعية إعادة الاستثمار وفقا للتسلسل التالي :

وضعية الفعل: Situation d’action

هي المرحلة التي يتم فيها وضع المتعلم/المتعلمة أمام وضعية-مسألة يراد منه إيجاد حل لها، حيث يمكن تلمس هذا الحل من خلال تمثلاته وأفعاله واختياراته ومعارفه الشخصية التي يوظفها كأدوات في بحثه عن إيجاد حل لتلك الوضعية - المسألة دون تدخلات الأستاذ/ الأستاذة.

وأثناء وضعية الفعل هاته يقع حوار جدلي ما بين المتعلم/المتعلمة والوضعية - المسألة، حيث تسمح له هذه الجدلية ببناء نموذج ضمني غري مصرح به.

وضعية الصياغة: Situation de formulation

 هي الوضعية التي يشعر فيها المتعلم/المتعلمة بضرورة تقديم صياغة صريحة للنموذج الضمني الذي توصل إليه في وضعية الفعل. وتعتبر هذه الوضعية وضعية تواصلية تتكون من متعلم/متعلمة مراسل(ة) متعلم/متعلمة مستقبل (ة) ورسالة، وقد ينشأ عن غموض الرسالة ضرورة مراجعة (أو تعديل) صياغة مضمونها للحصول على نموذج مصرح به مصاغ بواسطة مصطلحات ورموز وقواعد جديدة متفق عليها.

وضعية المصادقة: Situation de validation

هي الوضعية التي يدافع فيها المتعلم/المتعلمة عن مصداقية النموذج الذي توصل إليه في الوضعيتين السابقتين، وتتميز هذه الوضعية بتنظيم مناقشة يحاول فيها المتعلم/المتعلمة إقناع زملائه بصحة نموذجه مستندا إلى تبريرات واستدلالات يتم صقلها وتدقيقها بفعل المناقشة داخل القسم.

وضعية المأسسة Situation d’institutionnalisation:

هي الوضعية التي ترمي إلى تجريد المعرفة من السياق الذي بنيت فيه وتأطريها ضمن منظومة المفاهيم الرياضياتية بصفة عامة، والمدرسية بصفة خاصة، لينتقل المفهوم إلى أداة والأداة إلى مفهوم. وتتميز هذه الوضعية بما يلي:

  • طبيعة تدخل الأستاذ/الأستاذة لضبط المصطلحات والرموز والتعابير الرياضياتية.
  • جعل المفاهيم الرياضياتية التي تم بنائها غير ذاتية (ليست خاصة بمتعلم/متعلمة واحد(ة) أو مجموعة من المتعلمين والمتعلمات).
  •  جعل المفاهيم الرياضياتية مجردة عن الوضعيات - المسائل التي بنيت بها.
  • اعتراف الأستاذ/الأستاذة والمتعلم/المتعلمة بأن مفهوما رياضياتيا ما كان في فترة زمنية معينة موضوع دراسة.

وضعية إعادة الاستثمار: réinvestissement de Situation

هي الوضعية التي تهدف إلى إعادة استخدام المعلومات المكتسبة من أجل حل تمارين ومسائل جديدة في وضعيات وسياقات مختلفة باعتبارها أنشطة لتركيز المعارف التي تم بناؤها. وتيسيرا لتدبير هذه الوضعيات على الوجه الأكمل نبرز دور كل من المتعلم/المتعلمة والأستاذ/الأستاذة في علاقتهما بالمعرفة موضوع التعاقد الديدكتيكي بينهم.

 أدوار المتعلم/المتعلمة والأستاذ/الأستاذة والمعرفة:

دور المتعلم/المتعلمة:

  • في وضعية الفعل:

ينخرط في حل الوضعية-المسألة ويتخذ قرارات في صورة فعل غير مصرح به.

 يصحح ويقوم هذا الفعل باستجلاء آثار قراراته في حل الوضعية-المسألة.

 يوظف معارفه الشخصية ومكتسباته السابقة كأدوات لحل الوضعية-المسألة.

 ينتج معرفة ذاتية (خاصة به) بدلالات ومعان لها علاقة بسياق الوضعية-المسألة.

  • في وضعية الصياغة:

  1. يتواصل مع أقرانه لتبليغهم الكيفية أو الطريقة التي أوصلته إلى الحل.
  2. يوظف خلال هذا التواصل لغة ورموزا وصيغا متفقا عليها.

  • في وضعية المصادقة:
  1. يناقش مع زملائه مدى مصداقية الحل المتوصل إليه.
  2. يوظف خلال المناقشة معارفه من أجل التبرير والإثبات والإقناع.
  • في وضعية المأسسة:

  1. يتوصل إلى تجريد المعرفة من السياق الذي بنيت به.
  2. يتوصل إلى المعرفة كمفاهيم رياضياتية (تعاريف، مصطلحات، رموز، خاصيات...) كانت موضوع درس في فترة زمنية معينة.

  • في وضعية إعادة الاستثمار:

  1. يوظف المعرفة المكتسبة ويعيد استثمارها في حل مسائل جديدة ذات سياقات أخرى.
  2. يتعرف مجموعة من التقنيات المرتبطة بتوظيف تلك المعرفة.

دور الأستاذ/الأستاذة:

في ضوء العلاقة بين المعرفة والمتعلم/المتعلمة يقتصر دور الأستاذ/الأستاذة خلال وضعيات الفعل والصياغة والمصادقة على ما يلي:

  • يختار الوضعية-المسألة المناسبة للمستوى المعرفي للمتعلمين/المتعلمات.
  • ينظم العمل داخل القسم في شكل جامعي أو فردي أو في مجموعات. يوضح التعليمات المرتبطة بالوضعية-المسألة ليبني للمتعلمين/المتعلمات ما هو مطلوب منهم.
  • يحث المتعلمين والمتعلمات على إيجاد حل وضعية-مسألة بأساليبهم وطرقهم الخاصة.
  • يشجع المتعلمين والمتعلمات على عرض حلولهم ونتائج أعاملهم، حتى ولو مل تكن مصاغة بشكل جيد.
  • ينظم النقاش الجامعي حول الحلول التي توصل إليها المتعلمون والمتعلمات من أجل صياغتها بأساليبهم الخاصة.
  • في وضعيتي المأسسة وإعادة الاستثمار:

في وضعيتي المأسسة وإعادة الاستثمار فإن دور الأستاذ/الأستاذة يعتبر متميزا وأساسيا حيث يربط حلول المتعلمين والمتعلمات ونتائج أعاملهم في علاقتها بالمعرفة المراد اكتسابها.

يوحد حلول المتعلمين والمتعلمات من أجل قيادتهم إلى الحل المرغوب فيه وتقديم المعرفة الجديدة في شكل (تعاريف، خاصيات، مصطلحات، رموز...)

  • دور المعرفة وتمظهراتها:

تكون المعرفة في سيرورة تدبير التعلمات إما أداة (ضمنية أو صريحة) أو موضوعا، وذلك حسب الوضعيات التي تشكل سيرورة.

  • في وضعية الفعل:

تكون المعرفة المراد بناؤها مرتبطة بالسياق الذي أدرجت فيه حيث تأخذ دلالة ومعنى خاصني داخل ذلك السياق، فهي تبدو خلال وضعية الفعل كأداة ضمنية.

الفرق بين البيداغوجيا والديداكتيك

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-