التقويم والدعم

التقويم والدعم:
مفهوم التقويم البيداغوجي:
انواع التقويم:
أدوات التقويم:
أسس عملية التقويم:


يشكل التقويم البيداغوجي في العملية التعليمية التعلمية، ضمن المنهاج الدراسي، في إطار الديداكتيك العام، محور اهتمامات الفكر التربوي البيداغوجي المعاصر. ولقد أصبح في السنوات الأخيرة، يحتل مكانة بارزة في دائرة علوم التربية، يكاد يحتفل بحقل علمي خاص به، يتميز بموضوعه وأدواته المنهجية. وهذه الأهمية المتزايدة للتقويم في عصرنا، ترجع إلى عوامل خاصة، نذكر منه:
. تطور الأنظمة التربوية في المجتمعات الحديثة والمعاصر
الاهتمام باقتصاديات التعليم وتنمية نتائجه في المجال التربوي

. تقدم تقنيات القياس وأساليب التقويم الكمي إلى الظواهر التربوية

. ارتباط التقدم الحضاري في المجتمعات المعاصرة بوظائف التقويم البيداغوجي

:مفهوم  التقويم البيداغوجي
.التقويم والقياس
يفيد مصطلح التقويم في اللغة: "تقدير الشيء وتثمينه". ويفيد في المجال البيداغوجي: "إصدار حكم على مدى وصول العملية التعليمية إلى أهدافها وتحقيقها لأغراضها والكشف عن مختلف الموانع والمعيقات التي تحول دون الوصول إلى ذلك، واقتراح الوسائل المناسبة من أجل تلافي هذه الموانع".

بهذا المعنى، لا يبقى التقويم مجرد إصدار أحكام ذات قيمة على المتعلمين التي تتراوح بين الجودة والضعف، بل يكون التقويم مرادفا لقياس مستوى المتعلم ومردود يته. ولكنه عملية أشمل، تتعلق بصيرورة التعليم والتعلم، وإن كان البعض يعد التقويم قياسا، ذلك لأن القياس مجموعة من المثيرات نضبط بها بطريقة كمية، مجموع عمليات عقلية أو سمات نفسية... وتتحول النتائج المحصل عليها إلى قيم كمية وتسمى درجات.

وهكذا، نلاحظ أن مفهوم القياس في علاقته بالتقويم البيداغوجي لا يخرج عن كونه جزءاً لا يتجزأ من عملية التقويم. فالقياس يعطينا فكرة جزئية عن الشيء الذي يقاس، لأنه يتناول، حسب بلوم (Bloom)، الخصائص الموجودة لدى الأفراد، مثل الذكاء والقدرات الفكرية المختلفة... بينما يحاول التقويم، بمعناه الشمولي، أن يعطينا صورة عن جميع المعلومات التي لها علاقة بتقدم المتعلمين نحو الأهداف المتوخاة، سواء كانت هذه الأهداف عامة أم خاصة.

.التقويم والدوسيمولوجيا (Docimologie):

يقصد بهذا المفهوم، حسب بيرون(Pieron) ، في كتاباته السيكولوجية: "الدراسة النقدية والتجريبية لطرائق الامتحانات الكلاسيكية القائمة على اختبارات في شكلها الذاتي اللاعلمي". الشيء الذي يعبر عنه واقع التقويم في عدد من البلدان، ومنها المغرب، حيث لا يزال التقويم يهتم بالدرجة الأولى بالمتعلم. فإليه وحده ترجع مسؤولية النجاح أو الإخفاق والتقصير. لهذا، ظهرت عدة مساوئ كانت بمنزلة الحافز، لإعادة النظر في أهداف التقويم ووسائل القياس المستعملة. ونذكر من ذلك بعض العيوب والسلبيات، منها:

أنّ الامتحانات التقليدية لا تقيس سوى الجانب المعرفي والتحصيلي فقط من شخصية المتعلم، وتهمل الجوانب الأخرى.
تفرض سلطوية المدرس وطغيان الذاتية في التصحيح.
ينعدم فيها التقنين والموضوعية.
نشاط المتعلم موجه نحو النقطة بوصفها غاية.
التعامل مع المعرفة، تعاملاً منفعياً والارتباط بالآخرين، مما يؤدي إلى الغش والخداع.
انعدام الصدق والصلاحية والثبات.

إذاً، فالامتحانات التقليدية الكلاسيكية، تكرس بيداغوجية تعد متجاوزة، لأنّها مصدر توتر وقلق بالنسبة إلى المتعلمين وللأسرة معاً، لكونها يعوزها الصدق والثبات، وكذا الدقة والموضوعية.

انواع التقويم :

هناك عدة أنواع للتقويم. لكن، سنركز على أربعة منها، نظراً لأهميتها بالنسبة إلى صيرورة التعليم التعلم.

التقويم التنبؤي (Evaluation prognostic): إن وظيفته، تهدف إلى قياس الحصيلة المعرفية والمهارات المتوافرة لدى المتعلمين، للتأكد من مدى استعدادهم من اتباع دراسة جديدة أو تخصص جديد (التوجيه).

التقويم التشخيصي (Evaluation diagnostique): وهو إجراء عملي، نقوم به في بداية تعليم معين أو في بداية درس معين. ونقصد بإجراء عملي، أن المدرس والمتعلم ينجزان أعمالاً وأنشطة، الهدف منها، التأكد من مدى الاستعداد لفعل تعليمي جديد أو درس جديد. وبعبارة أخرى، أن هذا التقويم، يتعلق بأهداف المكتسبات السابقة (بداية الدرس).

التقويم التكويني (Evaluation formative): ويكون في أثناء الدرس أو إثر انتهاء مرحلة من مراحل الدرس أو خلالها. ويهدف إلى اختبار كل من المدرس والمتعلم على مدى تحقق الإنجازات المرتقبة. كما يسعى إلى اكتشاف الصعوبات التي تعترض عملية التعليم والتعلم، من أجل اقتراح وسائل العلاج. وهذا التقويم، يتعلق بالأهداف الوسيطية في صيرورة العملية التعليمية التعلمية (خلال مراحل الدرس).

التقويم الإجمالي (Evaluation summative): فحسب جيبون ألكا ( Alkin)، يكون إثر انتهاء كل درس أو وحدة دراسية، ويستخدم أيضا للحكم على نتائج من أجل اتخاذ قرار حوله، للاستمرار فيه أو إيقافه. أما بالنسبة إلى بلوم (Bloom)، فهو التقويم الذي يجري في نهاية البرنامج أو نهاية الفصل الدراسي. والغرض منه، هو معرفة المدى الذي حققه البرنامج في الوصول إلى الأهداف. ومن المعلوم أن هذا النوع يرتبط به الانتقال من مستوى دراسي إلى آخر أو منح الشهادة أو الأهلية لمزاولة عمل معين. كما أن هذا التقويم يمكن أن يؤدي وظيفة تنبؤية وتشخيصية في الوقت نفسه. فهو تقويم تنبؤي بالنسبة إلى التعليم المستقبلي، وتشخيصي أو تكويني بالنسبة إلى التعليم السابق، حيث يبين أوجه التقصير وحالات النجاح الملاحظ خلال الفترة التعليمية السابقة لإجرائه. إلا أننا نلاحظ للأسف، أن التقويم الإجمالي، كثيراً ما تقتصر وظيفته على تحديد الآثار المباشرة للتعليم في شكل مردود المتعلم.

أدوات التقويم:

هي الأسئلة التي يطرحها المدرس على المتعلمين، كي يستطيع أن يستخرج معطيات عن تدريسه أو عن مستوى هؤلاء المتعلمين. ومن ثمة، فإن أدوات التقويم هي إجراءات عملية تتيح ما يأتي:

•تبين للمتعلم بوضوح، نوع الإنجازات التي سيقوم بها لكي يبرهن على بلوغ أهداف. ولذلك، فأدوات التقويم مستمدة من الأهداف الإجرائية التي تشير إلى إنجاز المتعلمين، وشروط ومعايير الإنجاز في وضعيات ملموسة وقابلة للقياس.

•تلائم طبيعة الأهداف المتوخاة من الدرس. فهناك أدوات ملائمة لاكتساب المعارف أو لاكتساب المهارات أو المواقف. وهذا يعني أن اقتراح الأدوات، ينبغي أن ينطلق من طبيعة الأهداف المراد بلوغها.

•يساير الأهمية النسبية للأهداف ومقاطع المحتوى، إذ من خلال هذه الأهمية، يمكن أن نحدد كثافة الأسئلة وموضوعها ومعايير التنقيط.

من هنا، يمكن تحديد أدوات التقويم فيما يأتي:

●أسئلة الصحيح والخطأ، كالتي تتطلب الإجابة بنعم أو لا مثلا.

●الأسئلة المذيلة بسلسلة من الاختيارات.

●الأسئلة القائمة على ربط النظائر المتقابلة (المتطابقة).

ملء الفراغ...

بناء على هذه المعطيات، فإن العمل الذي سنقوم به، يتعلق بإدماج أدوات التقويم في سيرورة التعليم والتعلم ونوعية الأهداف التي خطّط الدرس لتحقيقها، وذلك عن طريق الإجراءات الآتية:

1. نحدد نوعية الأدوات التقويمية وفق طبيعة الأهداف الصنافية، على أساس أن هناك أدوات تلائم المعرفة أو الفهم أو التقويم...

2. ندمج الأدوات داخل سيرورة التعليم التي تشمل أهداف المكتسبات السابقة والأهداف الوسيطية، ثم الأهداف النهائية. 

أسس عملية التقويم وعلاقتها بالتدريس:

لتحديد قيمة هذه العملية التقويمية وبيداغوجيا وديداكتيكيا، يجب أن نلم بمكونات العملية التعليمية التي لا يمكن الاستغناء عنها في أثناء هذه العملية :

المدرس :

أن  يكون له استعداد كافٍ.

●أن يعطي الأولوية للمادة، لأنها محور عملية التقويم.

●أن يسهر على تنمية شخصية المتعلم، لأنه محور العملية التعليمية والتقويمية كلّها.

●أن يكون عارفا بعلوم التربية، وخاصة، المبادئ التي تهم ديداكتيكية التقويم.

●عليه أن يخفف من جو الرهبة والخوف والقلق والتشاؤم المرتبط بالامتحانات.

●عليه أن يتمكن من فهم المادة الدراسية ومعرفة جيدة لجوانب السلوك الإنساني. 

:المتعلم
على التقويم أن يشمل جميع جوانب النمو والخبرة لدى المتعلم، لأنه هو محور عملية التقويم. وأن هذا الأخير، سوف يكشف عن قوته أو ضعفه. لذلك وجب أن ينصب هذا التقويم على كل ما يتصل بالمتعلم وما يمتاز به في حالة التقويم.

:المادة
كي تكون العملية التعليمية تغذية راجعة (Feed back)، تمكن المتعلم من تعديل وإعادة تنظيم جهوده التعليمية. يجب على المدرس أن يقدم المادة التي هي الوسيلة التي تحقق عملية التقويم بشكل بيداغوجي سليم وواع، يخضع لشروط أو خصائص محددة هادفة.

:خصائص أو شروط التقويم البيداغوجي الهادف
من الخصائص أو الشروط التي ينبغي العمل على توافرها، لكي يؤدي التقويم وظيفته، بناء وتنفيذاً وتطويراً، ما يأتي:

أن يكون صادقا أو صالحاً: بحيث يتم التوافق بين وسيلة القياس وبين ما نريد قياسه فعلا، وملاءمة الأسئلة للأهداف التعليمية.

أن يكون ثابتا: أي أن يكون في إمكان التقويم إعطاء نتائج منسجمة. الشيء الذي يضمن إتفاق المصححين على تقدير العلامة نفسها (النقطة).

أن يكون موضوعياً: أي استقلال نتائجه عن الأحكام الذاتية للمصحح. لأن ذلك يضعف درجة أمانة الامتحان ويقوي ثقة المتعلمين بطريقة التقويم.

أن يكون هادفا: بمعنى أن يتميز بأغراض تربوية واضحة محددة.

أن يكون ديموقراطياً: أي يقوم على أساس احترام شخصية المتعلم، بحيث يشارك في إدراك غاياته أو يعتمد على أساس مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، حتى يتم إشراك الآخرين في بنائه.

أن يكون علمياً: بمعنى أن يكون صادقا وثابتا وموضوعيا، من أجل إصدار أحكام سليمة.

أن يكون اقتصادياً: أي الاقتصاد في النفقات والجهد والوقت، عكس الامتحانات التقليدية.

أن يكون مميزاً: بحيث يقوم على التمييز بين الأفراد والمستويات. وبذلك يتناول جوانب النمو والقدرات والمهارات، حتى يعين على اكتشاف المواهب والتعرف على نواحي الضعف ونواحي القوة.

أن يكون مستمراً: أي يتناول العملية التعليمية بجميع مكوناتها وأبعادها في ضوء واقع المتعلمين، ودراسة مختلف مراحل النمو العقلية والنفسية والاجتماعية، ودراسة المقررات والمناهج التعليمية.

أن يكون شاملاً: أي يهدف إلى معرفة الأهداف في شموليتها بقصد التشخيص والعلاج والوقاية والتحسين. أي أن يكون معتمدا على وسائل وأساليب متعددة. فالعملية التعليمية تتضمن جوانب الخبرة ومستوياتها، وتتضمن جوانب النمو وأهدافه المتنوعة. وهي في كل ذلك، تتطلب استخدام وسائل وأدوات متنوعة، لكي تعطي التصور الكامل والصورة الحقيقية لجميع هذه الأمور، دون أن تطمس بعضها أو تتجاهله.

الدعم 

هو مجموعة من الإجراءات التعليمية التي يمكن إتباعها داخل القسم أو خارجه قصد تذليل الصعوبات التي يعاني منها المتعلم، لتدارك النقص الحاصل في التعلمات.

   لا يمكن للدعم البيداغوجي /التربوي أن يحقق الهدف منه إلا إدا سبقه تقويم دقيق للتعلمات المستهدفة حيت يتم تحديد المتعلمين المحتاجين للدعم كما يتم تحديد نوع الصعوبات والتعثرات وكلما كان العدد كبيرا كلما كانت الحاجة إلي مراجعة طرائق التدريس والتقنيات والوسائل التعليمية أكبر. بالإضافة إلي أن هناك عدة مفاهيم مرتبطة بالدعم كالتقوية والتعويض ،العلاج ،الحصيلة ، الضبط والتعديل.

ويمكن أن يكون الدعم استجابة وتدعيما لمواطن القوة والتفوق لدى المتعلم الذكي.

هناك عدة مفاهيم مرتبطة بالدعم منها:

- التقوية - التعويض

-العلاج - التثبيت

- الحصيلة - الضبط

 أنواع الدعم

ا- حسب معيار الزمن:
1- الدعم الوقائي
2- الدعم التتبعي ( الفوري المستمر)
3- الدعم الدوري ( المرحلي، التعويضي)
ب- حسب مجال الشخصية المحتاجة للدعم:
1- الدعم النفسي
2- الدعم الاجتماعي
3- الدعم المعرفي والمنهجي
ج- معيار العدد:
1- دعم فردي
2- دعم جماعي:
- المجموعات المتجانسة
- المجموعات غير المتجانسة
د- معيار الجهة التي تقدم الدعم:
1- دعم داخلي ( مندمج، نظامي، مؤسساتي)
2- دعم خارجي.

أصناف الدعم:

1- الدعم البيداغوجي
2- الدعم الاجتماعي
3- الدعم النفسي

:أدوات الدعم وأهدافه  
ـ التشخيص : حيت يمكن من التساؤل لماذا هده النتائج سلبية فنعمل علي تشخيصها ودلك من خلال اعتماد بعض الوسائل كالاختبارات،المقابلات وشبكات التقويم وتحليل مضمونها .
ـ التخطيط: حيت نعمل خطة للدعم وتحديد نمطه وأهدافه وكيفية تنظيم وضعياته والأنشطة الداعمة

ـ الإنجاز : يتم بموجبه تنفيد ماخطط له سواء داخل الفصل الدراسي او خارجه

ـ التقويم : نقوم مدي نجاعة ما خططنا له في تجاوز الصعوبات والتعثرات ومدي تطابق المستوي الفعلي للتلاميد مع الأهداف المنشودة .

أما فيما يخص أهداف الدعم يمكن إجمالها كالآتي:
. جعل المتعلمين قادرين علي تجاوز تعثراتهم●.

. تقليص الفوارق التعليمية بين المتعلمين●.

 .تسهيل عملية بين المكتسبات السابقة واللاحقة●.

 تمكين المدرس من البحت عن بدائل بيداغوجية جديدة 

تقرؤون أيضا  

الدعم التربوي 

كراسة الدعم التربوي 

خطوات منهجية لصياغة خطة الدعم التربوي 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-