الدعم التربوي : الأهمية، المنطلقات و سيرورة بناء الأنشطة

  • الدعم التربوي:
  • مفهوم الدعم البيداغوجي:
  • المنطلقات النظرية للدعم البيداغوجي:
  • أنواع الدعم التربوي و مجالاته:
  • أهداف الدعم التربوي او الدعم البيداغوجي :
  • أساليب الدعم التربوي :
  • وظائف الدعم التربوي او الدعم البيداغوجي :
  • مرتكزات الدعم التربوي :
  • المنطلقات النظرية للدعم البيداغوجي:
  • تخطيط وانجاز حصص الدعم التربوي :
  • خطوات منهجية لصياغة خطة الدعم التربوي :
الدعم التربوي : مفهوم الدعم البيداغوجي،أهداف الدعم البيداغوجي،المنطلقات النظرية للدعم البيداغوجي،أنواع الدعم و مجالاته

يعد الدعم التربوي إحدى الآليات الفعالة التي تساعد على تحسين المردودية العامة لمجموع الفصل الدراسي، وتجاوز أي شكل من أشكال التعثر والتأخر الدراسي التي تعرقل عملية التعلم الطبيعي لدى املتعلم؛ إذ يعمل على تعميق الفهم، وتثبيت مكتسبات المتعلمين، وتمكينهم من تلافي ما قد يعرتض بعضهم من صعوبات. لذلك يشغل مساحة واسعة في الربامج والمناهج الدراسية، ويحتل مكانة بارزة ضمن برامج المؤسسات التعليمية
الدعم التربوي
الدعم التربوي أداة فعالة لتجاوز أشكال التعثر الدراسي
يعتبر الدعم من بين المكونات الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، لكونه يسمح بترسيخ مواطن القوة و تدارك التعثرات الحاصلة لدى المتعلمين في حينها، و تفادي تراكمها حتى لا تتحول إلى عائق حقيقي، يصبح معه المتعلم غير قادر على مسايرة أنشطة التعليم و التعلم مما يؤدي تدريجيا إلى عدم الاهتمام و بالتالي إلى الفشل و الهدر المدرسي.
الدعم التربوي إحدى الآليات الفعالة التي تساعد على تحسين المردودية العامة لمجموع الفصل الدراسي، وتـجاوز أي شكل من أشكال التعثر والتأخر الدراسي التي تعرقل عملية التعلم الطبيعي لدى المتعلم؛ إذ يعمل على تعميق الفهم، و تثبيت مكتسبات المتعلمين، وتمكينهم من تلافي ما قد يعترض بعضهم من صعوبات.
مفهوم الدعم البيداغوجي:
الدعم هو مجموعة من الإجراءات و الاستراتيجيات التي يتخذها متدخل أو مجموعة من المتدخلين في وقت معين تهدف إلى تصحيح ثغرات العملية التعليمية التعلمية لتدراك النقص الحاصل في العمليتين و تقليص الفارق بين الأهداف المتوخاة و النتائج الفعلية.
و لا يمكن للدعم أن يحقق الهدف منه ما لم يكن مسبوقا بتقويم دقيق للتعلمات، حيث يتم تحديد نوع الصعوبات و التعثرات و تصنيف المتعلمين حسب نوع احتياجاتهم و درجتها. و جدير بالذكر بأنه كلما كان عدد المتعلمين المحتاجين للدعم كبيرا، كلما كانت الحاجة إلى مراجعة طرائق التدريس و المحتويات و التقنيات و الوسائل التعليمية ....

أهداف الدعم التربوي او الدعم البيداغوجي 
يمكن تحديد أهداف الدعم البيداغوجي فيما يلي:
  • جعل المتعلمين قادرين على تجاوز تعثراتهم في الوقت المناسب حتى لا تتراكم و تتحول إلى عوائق تعلمية.
  • تجاوز معيقات التعلم التي لا يكون المتعلم بالضرورة سببا فيها.
  • تقليص الفوارق التعلمية بين المتعلمين. تحقيق الاندماج بين مجموعة الفصل الواحد. تيسير عملية الربط بين المكتسبات السابقة و التعلمات اللاحقة.
  • تمكين المدرس من البحث عن بدائل بيداغوجية و ديداكتيكية جديدة.
أساليب الدعم التربوي :
في البداية ففي النظام التعليمي مبدئيا التلميذ لا يكرر الصف . و إذا انتبه المدرس أن تلميذا ما ، لا يتمكن من المسايرة و المواكبة و أنه بدأ يتخلف شيئا فشيئا عن زملائه ، ففي هذه الحالة يلجأ إلى نشاط من أنشطة الدعم المنصوص عليها في التوجيهات الرسمية ، و للمدرس أن يختار من الأساليب و الإمكانيات المطروحة، تلك التي يراها أكثر ملاءمة ، و هي :
1- حالة التلميذ الذي يعاني من صعوبة طارئة و مؤقتة :
وهذه الحالة قد تكون نتيجة غياب عن الدروس لبضعة أيام أو بسبب شرود و عدم انتباه غير معتاد . و في هذه الحالة يلزم إعادة الشرح أو التمارين أو مراجعة المواضيع و المسائل التي لم يفهمها و لم يستوعبها هذا التلميذ بالذات .
2- في إطار الأنشطة العادية للصف (القسم):
في هذه الحالة تطالب التوجيهات الرسمية المدرس بتقديم مساعدة مشخصة للتلميذ و ذلك بإعادة و بشكل أكثر تفصيلا و أكثر تبسيطا ، الشروح التي لم يتمكن من استيعابها . و هذه المساعدة تتوقف بمجرد أن يتمكن التلميذ من اللحاق بزملائه . كما يمكن للمدرس أن يشكل مجموعات مؤقتة على أساس مستوى التلاميذ بالنسبة لبعض الأنشطة ( في اللغة الفرنسية أو الرياضيات مثلا )  و يقوم التلاميذ في إطار هذه المجموعات بأنشطة تعليمية من مثل إنجاز تمارين بسيطة ، حتى يضمنوا تحصيل المعلومات الأساسية ، و ذلك لمدة نصف ساعة يوميا و ساعتين في الأسبوع على أكبر تقدير .
3- تشكيل مجموعات قارة للمستوى.:
كما يمكن للمدرس أو لإدارة المدرسة اللجوء إلى تشكيل مجموعات قارة للمستوى في الفصل الواحد ، حيث يتبين وجود عدد مهم من التلاميذ الذين يبدون تعثرا و ضعفا و يحتاجون إلى دعم طويل الأمد يمتد خلال سنة كاملة .
كما يمكن اللجوء عند الضرورة إلى خلق صفوف(فصول أو أقسام كما نقول في المغرب) كاملة للمستوى ، إذا تبين أن مجموع تلاميذ الصف الواحد ، لا يمكنهم مسايرة التعليم العادي ، شريطة أن تتوفر المدرسة على فصلين على الأقل ، من مستوى التحضيري (السنة الأولى ابتدائي ) أو صفين من الابتدائي أو المتوسط ، و شريطة أن يعود التلميذ المستفيد من مجموعة المستوى أوصف المستوى ، للاندماج مجددا في التعليم العادي بشكل تلقائي كلما تمكن من تحصيل ما فاته و بالتالي اللحاق بزملائه.
- 4تدخل مجموعة الدعم النفسية- التربوية :
أما في الحالة التي يبدي فيها التلميذ صعوبات خاصة لا يمكن للمدرس مواجهتها و علاجها ، فعند ذلك تتم الاستعانة بمجموعة من المتخصصين من مثل علماء النفس المدرسي و المتخصصين في إعادة التربية على أن تتم عملية التدخل على النحو التالي : ـــ يشرح المدرس للأخصائي النفسي أو المرشد النفسي ، طبيعة الصعوبة أو الصعوبات التي يعاني منها التلميذ ـــ يفحصه الأخصائي للبحث عن الأسباب و اقتراح الحلول .
 ـــ أما المتخصص في إعادة التربية فسيحاول علاج الإعاقة بما يلائم من أنشطة و تداريب . على أن تمارس إعادة التربية هذه ، داخل المدرسة و خلال أوقات الدراسة . .( محمد الدريج " الدعم التربوي وظاهرة الفشل الدراسي "منشورات رمسيس، الرباط، 1998 ) .
5- حالة التلميذ الذي يعاني من صعوبات خطيرة :
إذا لم تكن حصص الدعم في إطار توزيع الزمن العادي كافية لتدارك التخلف لدى التلميذ ، ففي هذه الحالة يمكن أن يوجه التلميذ و منذ مرحلة روض الأطفال إلى المؤسسات المتخصصة . و يقوم بتشخيص حالات عدم التكيف كل من : ـــ المعلم ؛ ـــ الأخصائي النفسي ( المرشدين) ؛ ـــ طبيب قسم الصحة المدرسية . و تقوم لجنة التربية الخاصة سواء على مستوى الروض أو الابتدائي بدراسة ملفات الأطفال غير المتكيفين دراسيا . و تقوم هذه اللجنة التي يرأسها مفتش من الأكاديمية ، بدراسة الملف و ترشد الأسرة و تساعدها على مواجهة المشاكل التي تطرح نتيجة تغيير التلميذ للمؤسسة مثلا ، و تقرر بموافقة المدرسة ، نقل التلميذ إلى المؤسسة الخاصة .
6- التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة.
و في هذه الحالة يمكن أن تواجه المدرس ثلاثة أنواع من الإعاقة : 
ـــ إذا تعلق الأمر بإعاقة خفيفة و بالإمكان علاجها ، يوجه التلميذ في هذه الحالة إلى قسم التوافق سواء في الروض أو في التعليم الابتدائي . و يتألف هذا النوع من الإعاقة عموما ، من صعوبات في النمو الجسمي أو العقلي أو الانفعالي ( العلائقي ) و في نهاية كل سنة دراسية تقوم المؤسسة بجرد عام للتقدم الحاصل و تقرر فيما اذا كان التلميذ سيستمر في الاستفادة من قسم التوافق .- النوع الثاني من الإعاقة في إعاقة كبيرة ومستمرة نسبيا وفي هذه الحالة يوجه التلميذ نحو صف الإصلاح أو للتعليم الخاص حيث يتلقى تعليما ملائما.- أما إذا تعلق الأمر بأطفال يعانون من إعاقة خطيرة ففي هذه الحالة يوجه الطفل نحو مؤسسة طبية تربوية لإعادة التربية والتربية الحسية الحركية.
أهمية الدعم التربوي 
إن أهمية الدعم تكمن في مدى ارتباطه ارتباطا أفقا وعموديا مع المنظومة التربوية التعليمية بشكل عام، ومع التقويم بشكل خاص؛ فحينما نتحدث عن الدعم البيداغوجي، حينئذ نتحدث بالضرورة عن المتابعة والمصاحبة لركن من أركان المنظومة ألا وهو التقويم التربوي.
وظائف الدعم التربوي او الدعم البيداغوجي :
تتحقق وظيفة الدعم بواسطة إجراءات وأنشطة وأدوات تشكل السبل العملية لتنفيذه، وبذلك يعتمد الدعم على تقنيات وطرائق خاصة تتلخص في أربعة جوانب عامة:
أ ـ التشخيص: عملية توظف لها أدوات للكشف عن مواطن النقص أو أسبابه وعوامله. وهي ليست بالذات، التقويم الذي نقوم به للحكم على نتائج المتعلمين، بل هي عملية تالية نقصد بها الجواب عن السؤال: لماذا هذه النتائج؟ وتوظف لها أدوات للتشخيص كالاختبارات، والروائز، أو الاستمارات، أو تحليل مضمون الأجوبة، وغيرها.
ب ـ التخطيط: عملية تالية للتشخيص نقوم بها لوضع خطة للدعم تحدد نمطه، وأهدافه وكيفية تنظيم وضعياته، وأشكال توزيع المتعلمين وتفييئهم، إضافة إلى الأنشطة الداعمة، وغيرها من الإجراءات التي ستوضحها الأبواب اللاحقة.
ج ـ التنفيذ: عملية تمكن من نقل ما تم تخطيطه إلى سياق الممارسة والفعل، وذلك داخل الصف وفي سياق مندمج في عملية التعليم والتعلم، أو خارجه في إطار مؤسسي أو غيره.
د ـ الفحص: عملية يتأكد من خلالها بأن الإجراءات التي خططت ونفذت قد مكنت فعلا من تجاوز الصعوبات والتعثرات، وبالتالي تقلصت الفوارق بين مستوى المتعلمين الفعلي وبين الأهداف المنشودة.
مرتكزات الدعم التربوي
يعتبر الدعم التربوي مكونا مركزيا في العملية التعليمية التعلمية، ذلك أنه يسمح بترسيخ مواطن القوة و تدارك التعثرات الحاصلة لدى المتعلمين في حينها، و تفادي تراكمها حتى لا تتحول إلى عائق للتعلم، يمنع المتعلم من مسايرة أنشطة التعليم و التعلم، مما يؤدي تدريجيا إلى عدم الاهتمام و بالتالي إلى الفشل و الهدر المدرسي.
و لا يمكن للدعم أن يحقق أهدافه ما لم يكن مسبوقا بتقويم دقيق للتعلمات، حيث يتم تحديد نوع الصعوبات و التعثرات و تصنيف المتعلمين حسب الحاجيات.
المنطلقات النظرية للدعم البيداغوجي:
تستند أنشطة الدعم البيداغوجي إلى نظريتين بيداغوجيتين أساسيتين هما:
البيداغوجيا الفارقية:
هي عبارة عن ممارسات وتقنيات بيداغوجية تقوم على أساس وجود فروق فردية بين التلاميذ في الوسط المدرسي تتجلى في:
فوارق معرفية:
تتمثل في اختلاف إيقاع فعل التعلم، واللاتطابق بين زمن التعليم وزمن التعلم، وتعدد الاستراتيجيات المعرفية وأساليب التعلم وغيرها...
فوارق سوسيو ثقافية:
ترتبط بالقيم والمعتقدات واللغة وأنماط التنشئة الاجتماعية والخصوصيات الثقافية.
فوارق سيكولوجية:
إن لكل تلميذ شخصية تميزه وكيانا وجدانيا تغذيه مختلف العواطف المكتسبة، والتي تتحكم في نوعية السلوكات والتصرفات وردود الأفعال الصادرة عن الشخصية إزاء مختلف المواقف.
بيداغوجيا الخطأ:
و هي تصور و منهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم، فهو استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.
و بناء على هاتين النظريتين، فإن أنشطة الدعم تتأسس انطلاقا من بعض المبادئ نوردها كالتالي:
لكل متعلم وتيرته الخاصة في التعلم، فزمن التعلم يختلف من متعلم لآخر.
لكل متعلم نمطه الخاص في التعلم (التعلم عن طريق السمع ، التعلم بالمشاهدة ، التعلم بالممارسة الحسية.
لكل متعلم استراتيجيته (منهجيته) الخاصة في التعلم.
لكل متعلم درجة معينة في التحفز للتعلم، و تختلف طبيعة الدوافع الداخلية و الخارجية من تلميذ لآخر.
لكل متعلم تاريخ مدرسي خاص به.
لكل متعلم ظروفه الخاصة به في العيش داخل أسرته.
لكل مدرس أسلوبه و وتيرته الخاصة في التدريس...

أنواع الدعم التربوي ومجالاته 

تصنيف الدعم باختلاف معايير التصنيف التي تتحدد فيما يلي:
معيار الترتيب الزمني:
و يمكن تصنيف أنواع الدعم وفق هذا المعيار إلى:
الدعم الوقائي:
و له ارتباط وثيق بالتقويم التشخيصي، و سمي بالوقائي لأنه يقي المتعلم من التعثر قبل بدء عملية التعليم و التعلم.
الدعم التتبعي:
و له علاقة بالتقويم التكويني، و وظيفته ترشيد جهد المتعلم و سد ثغراته بتدخلات آنية فورية مستمرة.
الدعم التعويضي:
يقع في نهاية التدريس، و ينطلق من نتائج التقويم الإجمالي، و الغرض منه تقليص الفوارق و تعويض النقص الملاحظ في نتائج تقويم التعلمات.

معيار مجال الشخصية: 
وينقسم هذا النوع من الدعم إلى:
الدعم النفسي:
و يهم المتعلمين الذين يعانون صعوبات و مشاكل نفسية تعيق تعلماتهم.
الدعم الاجتماعي:
و يستهدف مساعدة المتعلمين على تجاوز الصعوبات و المعيقات الاجتماعية التي قد تؤثر في مسارهم الدراسي.
الدعم المعرفي المنهجي:
ينصب على المعارف و المهارات و منهجيات العمل المطلوب اكتسابها.

معيار العدد:

 تندرج ضمنه الأنواع التالية:

  • الدعم الجماعي: 

و يهم جماعة القسم بكاملها.

  • الدعم الخاص:

 و يتفرع هذا الصنف إلى:

 دعم خاص بالمجموعات المتجانسة: و هي التي تعاني من قواسم مشتركة و ثغرات متقاربة تستوجب تخصيصهم بأنشطة معينة.

دعم خاص بالمجموعات غير المتجانسة: يتم لفائدة مجموعة مختلفة من حيث مستويات التحصيل و القدرات، و يرتكز أساسا على التعاون و العمل البيني الأفقي داخل المجموعة.

الدعم الفردي: و هو دعم موجه لمتعلم واحد، و يتخذ شكل إرشادات كتابية أو شفهية يلتزم بها المتعلم منفردا.

معيار جهة الدعم: 

و ينقسم إلى نوعين هما:

الدعم الداخلي: 

و هو الذي تنظمه المؤسسة داخل الفصل أو داخل فضاءات المؤسسة الأخرى، و ينقسم إلى:
الدعم المندمج:

و يتم من خلال أنشطة القسم، و يشمل الدعم الوقائي و التتبعي و التعويضي المشار إليها سابقا.
الدعم المؤسسي:

يتم خارج القسم وداخل المؤسسة في إطار أقسام خاصة، ومن إجراءاته :

  • إنجاز مشروع المؤسسة لتغطية بعض جوانب النقص لدى المتعلمين.
  • إحداث أقسام خاصة بالدعم في مواد معنية.
  • الدعم في فضاءات مدرسية أخرى كمراكز التوثيق والخزانة المدرسية والقاعات متعددة الوسائط.

الدعم الخارجي:

يتم في مكتبات عامة أو في مراكز التوثيق أو في دور الشباب و غيرها من الفضاءات. (مديرية الدعم التربوي). و الملاحظ أن عمليات الدعم داخل المدرسة المغربية لا تهتم سوى بما هو معرفي، و لا تعير أي اهتمام للصعوبات و المعوقات النفسية و المادية و الاجتماعية للمتعلمين، ذلك أنه لا يمكن أن نهتم ببعد واحد من شخصية المتعلم، حيث إن عملية التعلم تتحكم فيها كل الأبعاد المختلفة لشخصية المتعلم و وسطه المادي و السوسيو ــ ثقافي عامة؛ و عليه وجب خلق أشكال دعم نفسية و اجتماعية، و ربما فزيولوجية و صحية داخل مدارسنا و ذلك إما بالعمل على تكوين خاص للمدرسين و الأطر، أو تعيين أخصائيين أو إبرام شراكات...
تخطيط وانجاز حصص الدعم التربوي 
  • يتم استثمار الأسبوع الثالث من كل وحدة دراسية، و أسبوعي الدعم و الخاص، في إنجاز حصص الدعم التربوي.
  • خلال حصص الدعم التربوي، يتم تعبئة المذكرة اليومية وفق مخطط الدعم التربوي، و بشكل مختلف عن التعبئة اليومية خلال حصص إرساء الموارد.
  • يتم تفييئ المتعلمين حسب الحاجة إلى الدعم، و نوع التدخل، و ذلك من خلال استثمار نتائج التقويم التربوي و الملاحظات المسجلة في المذكرة اليومية.
  • يوزع المتعلمون إلى مجموعات متجانسة حسب الحاجيات المرصودة و فئات الخطأ، مع تجميع المتعلمين المتفوقين في مجموعة خاصة، تستفيد بدورها من أنشطة موازية، كما يمكن لهؤلاء مساعدة زملائهم المتعثرين، عن طريق توزيعهم على مجموعات الدعم، و تكليفهم بمساعدة زملائهم.
  • ينبغي اختيار الأنشطة الملائمة لما تمت دراسته من قبل، مع تفادي تكرار الأنشطة المنجزة خلال حصص إرساء الموارد، شكلا و مضمونا (إعداد صحيفة حائطية، قراءة قصص من خزانة الفصل، كتابة مواضيع إنشائية، إنجاز تقارير، رسومات، البحث عن موارد، تنشيط، تقديم تقرير عن رحلة… الخ؛.)
  • توضيح وشرح كيفية الإنجاز للمتعلمات والمتعلمين.
  • تشجيع المتعلمات والمتعلمين بعرض إنجازاتهم بفضاء القسم أو المدرسة أو بمواقع أخرى حتى حلول فترة الدعم الموالي مثلا.
  • يمكن للمدرس إبداع أنشطة وطرق وأساليب جديدة تتناسب وخصوصيات فصله؛ وذلك بالتنسيق مع المدرسين وهياكل المؤسسة ومع الفاعلين المحتملين.
خطوات منهجية لصياغة خطة الدعم التربوي 
أصبح في الآونة الاخيرة الحديث عن الحاجة إلى وضع خطة للدعم في كل فصل دراسي، وهذا يشكل نوعًا من التحدي في تحديد الهدف الرئيسي من هذه الخطة وكيفية تنفيذها بشكل فعال. يتطلب التخطيط للدعم التربوي أساسًا لتحديد الصعوبات التي تواجه المتعلمين والتي تم الكشف عنها من خلال تقييمات الأداء والتعثرات المتكررة، ومن ثم تحديد الإجراءات المناسبة لتقديم الدعم في الوقت المناسب، سواء على المدى القصير أو الطويل. يجب عدم الاعتماد على التخطيط للدعم بشكل عشوائي، ولكن ينبغي أن يستند إلى نتائج تقييم الاحتياجات والتحديات التي تواجهها الطلاب. يتضمن هذا الخطة العديد من الخطوات المنهجية التي يتعين اتباعها، مثل تحديد الحاجة للدعم، وتحديد الأهداف المحددة، وتحديد الاستراتيجيات المناسبة للدعم التربوي، وتحديد الموارد المتاحة لتنفيذ الخطة بنجاح.
إن الصعوبات والتعثرات التي يعاني منها المتعلمون، ولا ينبغي أن يتم بشكل عبثي أو من الفراغ. ويجب أن يتم التدخل في هذه الصعوبات إما على وجه السرعة أو بشكل مواكب للمنهج، أو في فترات خاصة مخصصة للدعم. ويعتبر الدعم التربوي إجراءً لا يمكن الاستغناء عنه في إطار تقديم الموارد، وهو يساعد على ترميم الدرس والوصول بالهدف المنشود بأمان.
وعند صياغة خطة الدعم التربوي المتعلقة بأي مستوى، ينبغي أن تمر بالمراحل التالية، أو على الأقل تراعى فيها النقاط التالية:
1:تشخيص الصعوبات
يتم التخطيط لتقديم الدعم للمتعلمين بناءً على نتائج التقييم التي تكشف عن الصعوبات والتعثرات التي يواجهها الطلاب. ولا يجب أن يتم التخطيط لتقديم الدعم بشكل عشوائي أو بدون تحليل دقيق للنتائج. يمكن تحديد هذه الصعوبات عن طريق استخدام الروائز، تحليل نتائج الفصل الدراسي الأول، أو مراجعة الملاحظات التي يقدمها الأساتذة في نهاية كل درس. ويتم تصنيف الصعوبات والتعثرات وتحديد أسبابها المختلفة، سواء كانت طبية أو تعليمية، حيث يتم فهم الأسباب كخطوة أساسية للعلاج.
2: تفييء المتعلميين
ينبغي تصنيف الصعوبات المختلفة التي يواجهها الطلاب وتحديد مدى صعوبتها، سواءً من خلال تقييم مستوى التحصيل الدراسي أو القدرة على حل المشكلات أو غيرها من المعايير. وبعد ذلك، يمكن للأستاذ استخدام شبكات تفريغ النتائج لمساعدته في تشكيل مجموعة خاصة بالدعم التربوي، والتي تركز على الحاجيات الخاصة بكل فئة من الطلاب. ويمكن أن تتضمن هذه المجموعة استراتيجيات تعليمية وتدريبات مخصصة وموارد تعليمية تساعد الطلاب على تحسين مهاراتهم وتعويض الصعوبات التي يواجهونها في الدراسة.
3: تخطيط انشطة داعمة
يقتضي التخطيط لدعم التعليم تصميم مجموعة من التمارين التوليفية أو الأعمال الحرة التي تستهدف معالجة الصعوبات الحاصلة لدى المتعلميين. ويجب أن يتضمن هذا التخطيط تحديد مدة زمنية محددة طوال العام الدراسي وتخصيص فترات زمنية خلال الفصول الدراسية، بالإضافة إلى تحديد الأهداف الخاصة بالدعم لكل مجموعة والوسائل المستخدمة في جدول زمني مفصل.
5:تحليل نتائج الدعم
لا تقتصر على إرساء الأنشطة الداعمة، بل يتم توسيعها لتشمل تحليل نجاعة هذا الإجراء. وتسمى هذه المرحلة بتحليل أثر الدعم، حيث يتم تحليل مدى تأثير الإجراء على تحقيق نتائج إيجابية وتطوير مستوى المتعلمين.
6:سادسا
بعد تحليل أثر الدعم قد يكتشف الأستاذ تطورًا ملموسًا في نتائج المتعلمين ومستواهم، وهذا يمكن أن يحفزه على تغيير خريطة الفصل بناءً على النتائج والاحتياجات الحالية للمتعلمين. ويمكن أن تكون هذه الخريطة تحتوي على إجراءات دعم تعليمية جديدة أو تحسينات في الإجراءات الحالية. وبهذه الطريقة، يمكن للأستاذ أن يستمر في تحسين نوعية التعليم المقدم للمتعلمين وتحقيق أهداف التعلم المنشودة.
7:سابعا
تحتاج الفئة المتعثرة إلى معالجة مركزة، وذلك من خلال اتباع نشاط مركز يركز على الموارد السابقة التي لم تصل إلى مستوى التمكن اللازم. وتعاني هذه الفئة من تراكمات لم تمكنها من الالتحاق بمستوى الفصل الحالي. ومن الضروري التأكيد على أن الدعم والنشاطات المساندة يجب ألا تركز فقط على الجانب المعرفي، بل يجب أن ينصب اهتمامها على الجوانب الوجدانية والاجتماعية، وذلك من خلال إدخال نشاطات موازية تندرج ضمن إطار الحياة المدرسية. ويهدف هذا النشاط إلى تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الانسجام بين أفراد المجموعة.

معوقات الدعم التربوي : 
يغلب على الدعم التربوي الجانب المعرفيّ على الجوانب المهاراتيّة الأخرى؛ فالمدرِّس عندما يُعدّ الاختبارات التقويميّة لا يُحدِّد الكفايات التي يتوخى امتلاكها من طرف المتعلِّم، حيث يَبدأ من هاجسٍ معرفيّ دون التركيز على جوانبَ أخرى مهمّة في تكوين شخصية الشخص المتعلم، سواءً كانت مهاراتيّة أو مواقفيّة أو الارتباط بالمحيط الخارجي.
ضَعف توظيف التقويم التشخيصي والتكويني؛ حيث لا تزالُ الممارساتُ التعليميّة لا تعكسُ الأهمية الكبرى التي يَحتلها التقويم أنواعه المختلفة خاصة التقويم التكوينيّ والتشخيصيّ، فلا يُبرر هذا التجاهل من خلال طول المقرر بهدف الإسراع في استكماله، حيث أن أي تعلم لا يرسخ إلا إذا استند على مكتسبات يجب التأكد من تحصيلها بواسطة التقويم.

  • المراجع المعتمدة
  • الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي، طبعة 2009، منشورات وزارة التربية الوطنية، المملكة المغربية.
    الدليل البيداغوجي للتصدي للهدر المدرسي، منشورات وزارة التربية الوطنية، المملكة المغربية.
    دليل إعداد و تدبير أنشطة الدعم –المشروع 5 – المخطط الاستعجالي، منشورات وزارة التربية الوطنية، المملكة المغربية.

  •  التقويم التربوي ؟ أهميته ؟ معاييره ؟ و أنواعه ؟
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-