يكاد يتفق معظم الفاعلين التربويين بأن استراتيجيات التدريس والتعلم التي تعتمد على إشراك المتعلم هي الأكثر فاعلية وتؤدي إلى تحقيق تعلم حقيقي، بالمقارنة مع الأساليب التقليدية التي يزداد انتقادها يومًا بعد يوم.
![]() |
التعلم النشط : أهميته ـ أسُسُه ـ استراتيجياته ـ إيجابياته |
وعلى الرغم من ذلك، فلا يمكن الجزم بأن الطرق التقليدية للتعليم أصبحت منسوخة أو لا فائدة لها، فهي لا تزال تلعب دورًا في التعليم. ومع ذلك فإنه يمكن تجاوز محدوديات هذه الطرق التقليدية بتطوير واستخدام أساليب واستراتيجيات تعلم أكثر تقدماً وفعالية وإنتاجية، مثل أساليب التعلم النشط الذي سنحاول التعرف عليه في من خلال منصتكم التعليمية المفيد التربوي.
- يتوجب علينا النظر في عدة أمور تتطلب منا المزيد من الإهتمام:
- مشاركة المتعلم بنشاط وإيجابية في جميع الفعاليات التعليمية.
- يجب أن يتحمل الطالب أو المتعلم مسؤولية تعلمه.
- ينبغي علينا الابتعاد عن التعليم التقليدي والانفتاح على الأساليب الجديدة.
- يجب على المتعلم الاعتماد على نفسه لاكتساب المهارات والحصول على المعلومات (وحل المشاكل بصفة عامة) بدون الاستناد إلى أساليب التعليم التقليدية مثل الحفظ.
- يتوجب تنمية قدرات المتعلم التفكيرية لتمكينه من حل مشكلاته بمفرده.
- يركز على توفير بيئة تعليمية مناسبة للمتعلمين، وذلك عن طريق توفير موارد تعليمية متنوعة وإيجاد بيئة داعمة للتعلم والتفاعل.
- تشجيع التعلم الذاتي والاكتشاف الذاتي ويعزز دور المتعلم في اختيار الموضوعات والموارد التعليمية التي تلبي احتياجاتهم الفردية.
- يعتمد على توفير تجارب تعليمية ممتعة ومحفزة لدى المتعلمين، وذلك عن طريق إيجاد أساليب تعليمية مبتكرة وملائمة لاحتياجاتهم الفردية.
- يهدف إلى تطوير مهارات المتعلمين وتعزيز قدراتهم الذاتية، وذلك من خلال توفير فرص للتعلم التفاعلي والتفاعل مع الآخرين.
- يشجع المتعلمين على الابتكار والإبداع والتفكير النقدي والتحليلي، وذلك من خلال توفير فرص للتفاعل والتعلم المشترك وتبادل الأفكار والآراء.
• تعزيز تفاعل المتعلمين: يتيح التعلم النشط للمتعلمين فرصة التفاعل مع المحتوى التعليمي وبعضهم الآخر، ويمكنهم تبادل الأفكار والآراء والتعلم من خلال بعضهم البعض.
• تعزيز الاهتمام والمشاركة: يجعل التعلم النشط المتعلمين يشعرون بالإثارة والحماس حيال العملية التعليمية، ويعزز الرغبة في المشاركة والاستمرار في التعلم.
• تحسين الاستيعاب والتذكر: يحفز التعلم النشط المتعلمين على التفكير والتحليل والتطبيق العملي للمفاهيم التي يتعلمونها، مما يساعد على تحسين استيعابهم وتذكرهم للمحتوى التعليمي.
• تطوير المهارات الحياتية: يتيح التعلم النشط للمتعلمين فرصة تطوير المهارات الحياتية مثل التعاون والتواصل والقيادة وحل المشكلات، والتي تعتبر مهارات مهمة في العمل والحياة الشخصية.
• تحسين النتائج التعليمية: يمكن أن يؤدي التعلم النشط إلى تحسين وتجويد العملية التعليمية برمتها.
وتتضمن أسس التعلم النشط عدة عناصر، منها:
1- الاهتمام بتفاعل المتعلمين مع المحتوى الدراسي، وإشراكهم في عملية اكتشاف المفاهيم والأفكار والتطبيقات العملية.
2- توفير فرص النقاش والحوار بين المتعلمين لتبادل المعرفة والخبرات والآراء.
3- توفير الفرص للمتعلمين للتعلم من خلال التجربة والممارسة والتطبيق، بدلاً من التعلم النظري فقط.
4- استخدام الأساليب والتقنيات الحديثة في التعلم والتعليم، مثل استخدام التكنولوجيا والإنترنت والوسائط المتعددة.
5- تحفيز المتعلمين للتفكير النقدي والتحليلي والإبداعي، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم الفردية والجماعية.
6- التركيز على الاستقصاء والتحقق والتأكد من المعلومات المتاحة، والعمل على تطوير مهارات البحث والتحليل لدي المتعلمين.
تتمحور فلسفة التعلم النشط حول إشراك المتعلمين في عملية التعلم وتحفيزهم لتطوير مهاراتهم الشخصية والتواصلية والعلمية،
1- قلة المشاركة: يمكن أن يكون التلاميذ غير مستعدين أو متحمسين للمشاركة في النشاطات التعليمية النشطة، مما يؤدي إلى تقليل فعالية هذه النشاطات.
2- نقص الإرشاد: من المهم أن يقدم المعلم توجيهات وإرشادات واضحة حول كيفية تنفيذ الأنشطة النشطة بشكل صحيح، وإلا فإن ذلك يؤدي إلى عدم فهم الطلاب للمفهوم المطلوب.
3- ضعف التنظيم: يمكن أن يحدث عدم التنظيم والتخطيط الجيد للأنشطة النشطة، وهذا يؤدي إلى فوضى وعدم فاعلية في التعليم.
4- عدم القدرة على التركيز: يمكن للأنشطة النشطة أن تكون محفزة للتلاميذ، ولكن في بعض الأحيان قد يتشتت انتباههم بسبب كثرة الأنشطة وتنوعها.
5- صعوبة الحصول على الموارد: يتطلب التعلم النشط استخدام موارد مختلفة ومتنوعة، وهذا يمكن أن يكون صعبًا في بعض الأحيان نظرًا لعدم توفر هذه الموارد أو صعوبة الوصول إليها.
6- غياب التوافق مع بعض الطلاب: قد يجد بعض الطلاب صعوبة في التعلم النشط بسبب اختلاف أساليب التعلم لديهم، ويحتاج هؤلاء الطلاب إلى انماط تعليمية مختلفة.
• الاعتماد على المعلم: يعتمد التعليم التقليدي بشكل أساسي على المعلم ودوره في توصيل المعلومات والمفاهيم للطلاب، بينما يشجع التعلم النشط على دور المتعلم في اكتشاف المفاهيم والتفاعل مع الدروس.
• التركيز على الحفظ والتكرار: يتميز التعليم التقليدي بتركيزه على الحفظ والتكرار، بينما يهتم التعلم النشط بالتعلم من خلال التجارب والتفاعل مع الدروس.
• طبيعة الدروس: يعتمد التعليم التقليدي على الدروس المقدمة بشكل خطي والتي تركز على توصيل المعلومات، بينما يتميز التعلم النشط بالدروس التي تتضمن التفاعل والنقاش والأنشطة العملية.
• الدور النشط للطلاب: في التعلم النشط، يتم إشراك الطلاب في عملية التعلم بشكل أكبر، حيث يتم تشجيعهم على المشاركة في النقاش والأنشطة العملية والبحث، بينما يقتصر دور الطلاب في التعليم التقليدي على الاستماع والحفظ.
• الاستخدام الكامل للموارد: يستخدم التعليم النشط الموارد المختلفة، بما في ذلك الوسائط المتعددة والتقنيات الحديثة، لتحفيز الطلاب وتوفير بيئة تعليمية شاملة، بينما يعتمد التعليم التقليدي على الموارد التقليدية مثل الكتب والمحاضرات.
في التعلم النشط، يتم التركيز على التقييم الشامل الذي يشمل الكفاءات المتعددة والأدوات المختلفة لقياس تعلم الطلاب. وتتضمن هذه الأدوات على سبيل المثال النقاشات الجماعية، والتحليل الذاتي، والعروض التقديمية، والمشاريع العملية، وغيرها من الأساليب الشاملة التي تساعد على قياس تعلم الطلاب في مختلف المهارات.
من جانبه، يتم التركيز في التعليم التقليدي على التقييم الاختباري التقليدي الذي يتضمن الأسئلة المختارة والمقالية والتي تركز على الحفظ والتكرار. وهذا النوع من التقييم لا يقيس بدقة مهارات التفكير الناقد والإبداعية والتعاونية.
يتميز التعلم النشط بأنه يشجع الطلاب على التفكير الناقد والإبداعي والتعاوني، ويوفر فرصًا لهم لتطوير مهاراتهم في هذه المجالات، وتقييم الطلاب في هذا النوع من التعلم يتضمن قياس الكفاءات المتعددة والمهارات الحيوية التي يتعلمها الطلاب. وبالتالي، يعتبر التقييم في التعلم النشط عملية شاملة وعادلة تقيس النمو الشامل للطلاب في المهارات المختلفة.
وبالتالي، يكون دور المعلم في التعلم النشط هو دعم الطلاب وتوفير الإرشادات اللازمة لهم في عملية اكتشاف المعرفة. يجب أن يكون المعلم متاحًا للإجابة على الأسئلة وتوفير الدعم اللازم للطلاب لتحقيق أهدافهم التعليمية.
أما دور الطالب في التعلم النشط، فيتطلب منه الاهتمام الفعال بعملية التعلم وتحديد أهدافه التعليمية الخاصة واتخاذ القرارات المناسبة لتحقيقها. يجب أن يتعلم الطالب كيفية تطوير مهارات التفكير الناقد والإبداعي والتعاوني والتواصل مع الآخرين. ويجب أن يكون الطالب قادرًا على تطبيق المفاهيم المكتسبة والمعرفة في حل المشكلات العملية وتطوير الحلول الإبداعية.
باختصار، يمكن القول إن دور المعلم في التعلم النشط يتمثل في توفير الدعم والإرشاد للطلاب، في حين يتحمل الطالب المسؤولية الأساسية في تحقيق الأهداف التعليمية. ويعتبر التعلم النشط عملية تعليمية تتطلب مشاركة فعالة من كلٍّ من المعلم والمتعلم.
1- تحديد الهدف التعليمي: يجب تحديد الهدف التعليمي الذي يريد المعلم تحقيقه من خلال الأنشطة التعليمية. يمكن أن يكون الهدف معرفيًا، مهاريًا أو اجتماعيًا.
2- توفير مواد التعليم اللازمة: يجب توفير المواد التعليمية اللازمة للطلاب لتحقيق الهدف التعليمي. وتشمل هذه المواد الكتب المدرسية، والمواد المرئية والسمعية، والأدوات والمعدات التي يحتاجها الطلاب لإنجاز الأنشطة.
3- تحديد الأسلوب التعليمي المناسب: يجب اختيار الأسلوب التعليمي الذي يناسب الهدف التعليمي ونمط التعلم لدى الطلاب. ويمكن أن يكون الأسلوب التعليمي هو التعلم القائم على المشروعات، أو التعلم القائم على المشكلات، أو التعلم النقاشي، أو التعلم التعاوني.
4- تحفيز الطلاب: يجب تحفيز الطلاب للمشاركة في الأنشطة التعليمية وتحقيق الهدف التعليمي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إعطاء الطلاب حرية الاختيار والتحكم في عملية التعلم، وتقديم التحديات والمشاكل التي تعزز المنافسة الصحية بين الطلاب.
5- توفير الدعم: يجب توفير الدعم والإرشاد للطلاب لمساعدتهم في تحقيق الهدف التعليمي. ويمكن ذلك من خلال توفير فرص الاستفسار والإجابة على الأسئلة، وتوفير المواد والموارد الإضافية التي يحتاجها الطلاب.
في الختام، يمكن القول أن التعلم النشط هو نهج تعليمي يتمحور حول دور الطالب في عملية التعلم، حيث يتم تشجيع الطلاب على المشاركة والتفاعل بنشاط في عملية التعلم، وتحفيزهم على اكتشاف وتجربة المفاهيم والأفكار بطرق مختلفة وتطبيقها على أنشطة عملية. وبموجب هذا النهج، يتحول دور المعلم من الشخص الذي يقدم المعرفة بشكل استباقي إلى مستشار وموجه يساعد الطلاب على تحقيق أهدافهم التعليمية. يتميز التعلم النشط بالتفاعل والتعاون والتجربة والاكتشاف والمناقشة والتعليمات الواضحة والتدريب الذاتي واللعب والمرح والتعاطف والاهتمام. وبهذا النهج يمكن تعزيز مهارات التفكير الناقد والإبداعية والتواصل والتعاون والمشاركة الفعالة في المجتمع.