📁 آخر الأخبار

مفهوم بيداغوجيا الكفایات،مقارنة بين بيداغوجيا الأهداف وبيداغوجيا الكفايات

مفهوم بيداغوجيا الكفايات:
أنواع الكفايات:
مقارنة بين بيداغوجيا الكفايات وبيداغوجيا الأهداف:
تم اعتماد بيداغوجيا الكفايات فور صدور الميثاق الوطني للتربية والتعليم ، بل وتم ادراجها ضمن المداخل الثلاثة التي وردت في الميثاق الوطني الا وهي : مدخل التربية على القيم – مدخل التربية على الاختيار – مدخل الكفايات

مفهوم بيداغوجيا الكفایات،مقارنة بين بيداغوجيا الأهداف وبيداغوجيا الكفايات

مفهوم بيداغوجيا الكفایات:

تعرف الكفاية(competence)على أنها عبارة عن قدرات وملكات ذاتية أساسية ونوعية، يتسلح بها المتعلم أثناء مواجهته لوضعية أو مشكلة ما في واقعه الشخصي أو الموضوعي، وبتعبير آخر، الكفاية هي تلك القدرة التي يستدمجها المتعلم حين وجوده أمام وضعيات جديدة معقدة ومركبة. 

ومن ثم فالذكاء الفعلي يتمثل في توظيف الكفايات والقدرات في حل المشاكل المستعصية هذا كله أن الكفايات تشمل مجموعة من المعارف والموارد والمهارات والمواقف التي يستضمرها المتعلم لمواجهة الوضعيات التي يواجهها في محيطه، ويعني أن المتعلم يستثمر موارده حين مواجهة المشاكل المعقدة والوضعيات الجديدة، باختيار الحلول المناسبة او التأليف بين مجموعة من الاختيارات لحل المشاكل التي يواجهها في حياته الشخصية والعلمية.

أنواع بيداغوجيا الكفايات:

تنقسم الكفايات في مجال التربية والتعليم إلى أنواع عدة، يمكن حصرها فيما يلي:

الكفايات النوعية: تتحدد هذه الكفايات في مقابل الكفايات الممتدة أو المستعرضة، ويعنى هذا أن الكفايات النوعية هي التي يكتسبها المتعلم في فترة مدرسية محددة. أي: إن هذه الكفايات مرتبطة بمادة دراسية معينة، أو مجال نوعي أو تخصص مهني معين. لذلك فهي أقل شمولية وعمومية من الكفاية المستعرضة، وهي السبيل إلى تحقيق الكفايات الممتدة

الكفايات الممتدة أو المستعرضة: هي تلك الكفايات المشتركة التي تجمع بين تخصصات متعددة، بمعنى أن الكفاية الموسعة هي التي تتوزع بين مجموعة من المواد والتخصصات، ويمکن امتلاكها بعد فترة من التعلم والتحصيل الدراسي، مثل: اكتساب منهحية التفكير العلمي، وهي كفاية توجد في جميع المواد الدراسية، وتمتاز الكفايات الموسعة بأنها كفایات عليا وقصوى وختامية، تتطلب نوعا من الإتقان والانضباط والمهارة والاحتراف، وتستوجب أيضا كثرة التعليم والتحصيل الدراسي؛ لأن هذه الكفاية هي نتاج تفاعل مع تخصصات ومواد دراسية عدة.
كفايات قاعدية أو جوهرية أو دنيا، وهی كفايات ضرورية في مجال التربية والتعليم، مثل: كفاية القراءة، وكفاية الكتابة، وكفاية الحساب، بالنسبة للتعليم الابتدائي.

الكفايات الأساسية: هي كفاية قاعدية او جوهرية معنى أن الكفايات الأساسية هي التي تنبني عليها العملية التعليمية التعلمية، أو بينى عليها النسق التربوي.

كفاية الإتقان: هي كفاية تكميلية، وليست أساسية وضرورية، فعدم الغرق أثناء السباحة هي كفاية أساسية، بيد أن الرشاقة، والسرعة، والسباحة في فريق، واحترام قواعد السباحة، هي كلها كفايات تكميلية، أو كفايات إتقان وجودة، ومن جهة أخرى، تصنف الكفايات كذلك إلى معارف، ومواقف، ومهارات، وكفايات ثقافية، وكفایات تواصلية، وكفايات منهجية.

أهذاف بيداغوجيا الكفايات:

  • تعزيز التعلم الذاتي للطلاب، بحيث يصبح متعلم مستقل قادر على التوجيه الذاتي لنفسه.
  •  تبني منهجية وطرق جديدة في بناء تقارير قائمة على سلالم التقدير.
  • تحويل دور المعلم من ناقل للمعرفة إلى ميسر للتعلم.
  • تطبيق منهجية التعلم المعتمد على الكفايات في التعليم.
  • ضمان دعم التحول في التعليم من قبل جميع الجهات ذات العلاقة وأصحاب المصلحة.

مقارنة بين بيداغوجيا الأهداف وبيداغوجيا الكفايات: 

إذا كانت بيداغوجيا الأهداف تعنى بوصف سلوك المتعلم من خلال التشديد على طبيعة السلوك، وربطه بصاحبه، وتعيين الهدف المرجو تحقيقه من وراء إنجاز هذا السلوك، وتبيان الظروف التي تحیط هذا السلوك وتحديد معايير القياس ، مع تجزيء المحتويات التعليمية – التعلمية إلى أهداف جزئية إجرائية متقنة"، فإن بيداغوجيا الكفايات هي التي تربط مع الكفايات بوضعياتها الحقيقية والسياقية، فتعليم لغة ما - مثلا- لا يمكن أن يكون ناجعا إلا في سياق اللغة المرجعي واللغوي والتداولي، كما أن هذه البيداغوجيا الكفائية كيفية ومهارية تقوي ملكات العقل، و تنمي المواقف والكفايات المعرفية والمنهحية، وتتحول فيها المحتويات إلى قدرات و كفایات و وضعيات مترابطة، بمعنى أن المقررات الدراسية تنتظم في شكل كفايات ووضعيات متدرجة من السهولة إلى الصعوبة فالتعقید، ومن ثم، تتميز هذه الوضعيات بالتنوع وتعادد مسالكها وتخصصاتها الدراسية.

وخلاصة القول، يتبين لنا – مما سبق ذكره- بأن بيداغوجيا الكفايات هي التي تنصب على المتعلم،
وتعنى بتطوير الكفايات والقدرات لديه، من خلال وضعه أمام الوضعيات- المشكلات التي تستوجب حلا ناجعا انطلاقا من سياق ما. بمعنى أن بيداغوجيا الكفایات هي مقاربة تربوية جديدة، تعطي الأولوية للمتعلم الذي يملك القدرة على اكتساب المعارف والموارد التي ينبغي
توظيفها أثناء مواجهته للوضعيات الصعبة والمعقدة.
وعليه، تهدف هذه المقارية التربوية المعاصرة إلى تكوين متعلم كفء، يعرف كيف يستثمر المعرفة  ويوظفها ويعرف كيف ينمي  تفكيره بطريقة المعريفي، والملاحظ  أن هذه المقاربة لا تهتم بالمحتويات والمعارف، كما هو حال المدرسة التقليدية، بقدر ما هتم بالكيف والوعي بطريقة اكتساب المعارف والمهارات والمواقف والكفايات التواصلية والثقافية والمنهجية. ويعني هذا أن هذه النظرية تربط الكفايات بالوضعيات داخل سياق تداولي ما، وأهم إيجابية تمتاز بها هذه المقاربة التربوية هو إعادة النظر في مقاييس التقويم والاختبار، والاستعانة بالتقويم الإدماحي الكفائي في الحكم على الكفاءات والقدرات التعلمية. ومن مزايا هذه المقاربة كذالك  أنها تتبع الحياة الشخصية للمتعلم طوال مساره الدراسي، فتقيم علاقة تفاعلية إيجابية بين المتعلم والمعلم، مع تجذير النشاط التعلمي في الشخصية للمتعلم.

تعليقات