الديسلكسيا أو عسر القراءة هي صعوبة في القراءة والتهجئة والكتابة بالإضافة الى صعوبات أخرى ومواهب تصيب حوالي 10 % من المجتمع بغض النظر عن البيئة والمستوى الاجتماعي والجنس. كما أ ن مؤشرات الديسلكسيا تظهر في 85 % من كل الصعوبات التعلميّة الأخرى.
وبالتالي فعلى الأرجح أ ن كل المد رسين سيصادفون تلاميذ يعانون من الديسلكسيا في كل سنة. إ ن القدرات الحقيقيّة لهؤلاء التلاميذ ستحجب بسبب صعوبتهم في التعبير الكتابي وفي بعض الأحيان التعبير الشفهي.
تعريف الديسلكسيا أو عسر القراءة :
عسر القراءة أو الديسلكسيا Dyslexia بصفة عامة تعني وجود صعوبة مع الكلمات، ويتكّون المصطلح ذو الأصل اليوناني من جزئين مركبين، هما: الديس dys وتعني صعوبة وليكسا lexia وتعني الكلمات أي الصعوبة في الكلمات أو عسر في القراءة.
أنواع عسر القراءة :
- الديسلكسيا المكتسبة:
والتي تحصل عندما يفقد المرء القدرة على القراءة والكتابة بسبب إصابة في الدماغ أو مرض ما.
- الديسلكسيا النمائية:
وهي تنتقل للأفراد بسبب عامل الوراثة وتعود لعوامل عصبيّة وتستمر معهم طوال الحياة.من آثار الديسلكسيا النمائية على الأفراد مشاكل في:
- صعوبات قرائية
- صعوبات في التهجئة التهجئة
- صعوبات في التعبير الكتابي
كما يرافقها في الغالب بعض الصعوبات في:
- التركيز
- الذاكرة القصيرة
- التنظيم
لا تكون الديسلكسيا نتيجة نقص في الذكاء ولا هي مرتبطة بضعف في الاكتساب المدرسي أو تدني المستوى العائلي والاجتماعي، كما أنها لا تكون نتيجة ضعف حاستي السمع والبصر، وليست لها علاقة بالجوانب الفيزيولوجية. علما أنه في بعض الحالات قد يكون هناك مشاكل سمعيّة أو بصريّة وصعوبات في التّحكم العضلي متواجدة إلى جانب الديسلكسيا.
عموما أن الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة يواجهون صعوبات في اللغات المكتوبة - الكتابة والتهجئة والإنشاء - بدرجات متفاوتة.
يقول الدكتور د. هاري شاستي، استشاري دولي:
لعسر القراءة جوانب إيجابية لا يمكن تجاهلها. بغض النظر عن شدة الصعوبات التي يواجهها التلاميذ في القراءة والكتابة، فإنهم غالبا ما يتمتّعون "بمهارات تعلم متطورة بمعدل متوسط وفوق المتوسط.
وهذه المهارات تتضّمن:
- قدرة عالية على التنظيم الفضائي الرسم، بناء الألعاب، البازل.… العديد من المهندسين المعمارين والفنانين يعانون من الديسلكسيا.
- التفكير العميق في الأمور وطرح أسئلة نبيهة باستعمال مفردات غنيّة.
- وعي اجتماعي متطّور، مثلا الإحساس المرهف باحتياجات ومشاعر الآخرين.
- القدرة على حل المشاكل بشكل سريع
- قدرات متفّوقة في التكنولوجيا
- التفكير البديهي والإبداعي
- قدرات عالية في مجال الهندسة وبعض الألعاب الإستراتيجية مثل الشطرنج وألعاب الورق والألعاب الإلكترونية.
كيف يشعر الشخص الذي يعاني من عسر القراءة :
يكون للديسلكسيا أثر سلبي على الأولاد إن لم تُكتشف بسن مبكر. فمن الممكن أن:
- يفشلوا بصفة دائمة ومستمرة في فهم التعليمات المدرسيّة.
- ينفعلوا بسرعة نتيجة مقارنة أنفسهم وأعمالهم بالمتعلمين الآخرين.
- تنخفض عندهم نسبة تقدير الذات.
- يمتنعوا عن الدراسة مما يؤثر على الاندماج الاجتماعي.
- يظهروا سلوكيات عدوانية تجاه المجتمع.
في الشهادة التالية، تشرح لنا احدى المصابات عواقب عسر القراءة على تقديرها للذات. عسر القراءة، الذي دّمر أيامها في المدرسة.
كنت محبطة جدا أعني أنني لم أكن لأتعلم الكتابة، أو لم أكن لأتعلم قراءة الجملة بشكل صحيح، أعني أنني قد استطعت أخيرا قراءتها ولكن لم أستطع فهم ما قرأت. استغرق الأمر وقتا طويلا لأتمّكن من كتابة المقالات. اعتدت أن أعمل ضعفي التلاميذ الآخرين. لم أكن لأتعلم أن أكتب بشكل صحيح بعكس جميع التلاميذ. أنا لم أفهم لماذا. ظننت نفسي غبية. . .كان الأساتذة يطلبون مني أن أذهب إلى السبورة وأكتب الإملاء فقط ليذلوني أمام الصف.كنت أضحوكة الصف كله. وحدث ذلك مرارا لأنهم اعتقدوا أنني كنت كسولة، ولا أعمل بشكل جدي كانوا يختاروني من بين الجميع أقرأ بصوت عال. كانوا يطلبون مني أن أكتب على السبورة لتحفيزي. اعتقدوا بفعلهم ذاك سيجعلني أعمل بجد.
أسباب عسر القراءة :
تعود أسباب الديسلكسيا بشكل قاطع إلى وجود خلل ما في الدماغ. بمعنى آخر يختلف أداء دماغ الأطفال والبالغين الذين يعانون من الديسليكسيا عن دماغ الأشخاص الآخرين. وهذا قد أثبت علميا.
إن التقنيّات الحديثة المتطّورة كالرنين المغنطيسي لا تسمح فقط بتصوير أي جزء من الدماغ، بل تحدّد بدقة المناطق النشيطة فيه أثناء فعل القراءة أو أثناء مزاولة أنشطة أخرى. وأظهرت هذه الصور أن التلاميذ والبالغين الذين يعانون من الديسلكسيا يستخدمون مناطق مختلفة من الدماغ مقارنة بالأشخاص الآخرين عند قراءة نفس الكلمات بنفس الظروف.
فقد أظهرت الدراسات تباينات بين الأشخاص الذين يعانون من الديسليكسيا لأسباب ما زالت غير واضحة. نظرية أولى تفيد بأن العلاقة بين الروابط العديدة المسؤولة عن القراءة لا تعمل بشكل فعّال أو لم تُحفّز بالحد الأقصى. للمزيد من المعلومات، أنظر الى الرسم المبسط الذي أعدّه البروفسور ستانيسلاس دو هاين.
نظرية أخرى تفيد بأن الخلايا العصبية التي تشكل الممرات المسؤولة عن القراءة لم يكتمل نموها ولم تنتقل إلى موقعها النهائي بسبب ترميز جيني خاطئ.
يعتبر بعض الباحثين أن الاختلاف بين أدمغة الأشخاص الذين يعانون من الديسلكسيا يندرج ضمن التنوع العصبي للطبيعة البشريّة.
بّينت دراسة التصوير العصبي الحديث أن دماغ الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا ينمو بطريقة مختلفة عن الأطفال الآخرين. والمدهش أنه لوحظ في جميع الصور المأخوذة ضعف عمل أو استجابة منطقة معينة من الدماغ )الفص الأيسر( وخاصة عند القراءة بغض النظر عن العمر.
كما سجلت الدراسة أن التشابه المسجل بين الفصين العصبيين للدماغ عند الأشخاص الذين يعانون من الديسلكسيا لا يوجد عند سواهم من غير المعانين من الديسلكسيا. وبشكل أد ق، فإن أغلب الدراسات بيّنت ضعف اشتغال منطقة محدّدة من الجهة اليسرى للدماغ. وبيّنت كذلك ثنائية الاعتلال البصري والفونولوجي)الصوتي(عند هؤلاء الأولاد.
بهدف دراسة عدم الإشغال الطبيعي لمناطق الدماغ عند الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا، قام الباحثون بفحص التنظيم الفيزيائي والتشريحي للدماغ. فاستعملوا لهذه الغاية وسيلة مجهريّة لطبقات قشرة الدماغ. وقد تبيّن لهم بعض الخلل في المنطقة اليسرى. وتبين كذلك أن بعض العصبونات ليست في مكانها الطبيعي فهي إما لم تتم لتصل إلى مكانها المفترض، أو أنها نمت في موقع خاطئ.
هناك تقنيات حديثة جدا يمكنها أن تعطي صورا الاشتغال الروابط الطويلة بين مختلف مناطق الدماغ تسمى .fascicules وقد بّينت هذه التقنيّات عدم الانتظام بين مختلف هذه الروابط الدماغيّة والتي يمكنها أن تكون بدور ها سببا في الديسلكسيا خلال فترات الحمل أو في إصابة.
يؤكد ما سبق أن الديسلكسيا يمكنها أن تتخذ مظاهر وأساليب عدّة مما يستوجب على الأستاذ تثمين هذا التنّوع واستحضاره في ممارساته التعليمية.
يمكن تلخيص أسباب عسر القراءة في النقط الاتية :
- العوامل العضوية Organics and Biological Factors
- العوامل الوراثية : Genetic Factors
- العوامل البيئية : Envirent Mental Facteurs