التمثلات

 التمثلات:

التمثلات


هي أنساق تفسيرية يوظفها المتعلم لفهم العالم من حوله وتفسيره بكيفية قد تتعارض في كثير من الأحيان مع العلم.لدلك يجد المدرس صعوبة في محوها بل كثيرا ما تتعايش التمثلات جنبا إلى جنب مع الحقائق العلمية في أدهان المتعلمين. 

أصلها: إن التمثل رهين بدرجة نضج المتعلم و قد تم الكشف عن وجود تطابق بين المعطيات المتعلقة بنمو الذكاء عند الطفل و التمثلات المناسبة لكل مفهوم. فالتمثلات مرتبطة بسيكولوجية الطفل المتميزة ببعض الخصائص مثل: 

  • عدم التمييز بين الذات و العالم الخارجي .
  • عدم التمييز بين المحسوس و المجرد .
  • النقص في التفكير المنطقي بحيث يبقى الطفل متمسكا بمرحلة الإثبات بدل البرهنة. 

كما أن التمثل رهين بالسياق الاجتماعي و الثقافي الذي يصدر فيه، فالوسط السوسيو ثقافي يلعب دورا أساسيا في ترسيخ بعض التمثلاث. وتنبثق هده الأخيرة من مجموع المعلومات المنقولة عن طريق وسائل الاتصال و الكتب و تمثل المجتمع للمفاهيم العلمية. 

أهمية التمثل في الفعل البيداغوجي :

بينت نظرية بياجي أن اختلال التوازن شرط ضروري لكل نمو و اكتساب، فعدم الأخذ بعين الاعتبار تمثلات التلاميذ ينتج عنه تنضيد أو تراكب إطارين مرجعيين عند الطفل أحدهما يستعمل في وضعيات ديداكتيكية و الأخر في وضعيات غير ديداكتيكية كما بينت دراسات ميدانية في ديداكتيك العلوم أنه من أجل تدريس مفهوم علمي لا يكفي إمداد المتعلم بالمعلومات و البيانات المنظمة لأن المتعلم لا يدمجها و يتبناها إلا إدا استطاعت أن تغير تصوراته السابقة و يفسر دلك بوجود رصيد معرفي سابق لدى المتعلم ينطلق منه بالضرورة نحو كل تعلم جديد و يستعمل كنموذج تفسيري فعال حتى لو كان خاطئا علميا لدا فالتعلم الحقيقي هو الذي يأخذ بعين الاعتبار تمثلات المتعلم فهما و استثمارا وتصحيحا. 

إستراتيجية ذهنية تعتمد بيداغوجيا التمثلات : 

 مما سبق يلاحظ أن  المعرفة الحقيقية هي التي يبنيها المتعلم انطلاقا من تمثلاته حول الموضوع المراد تدريسه.و يتم دلك عبر إستراتيجيات: 

  • وضعية انطلاق: إبراز تمثلات المتعلمين عن طريق أسئلة شفوية . 
  • الوقوف على التركيب المعرفي للتمثلات لدى المتعلمين: وضعية اليقين أو التوازن المعرفي في نظر المتعلمين . 

مقابلة التمثلات من خلال تداول معلومات متناقضة: 

  • وضعية الشكــ  
  • خلق نزاع معرفي 
  • إثارة قلق معرفي 
  • زعزعة التوازن المعرفي لدى المتعلم 
  • بناء تركيب معرفي جديد:بناء تدريجي للمفاهيم العلمية الجديدة
  • توازن معرفي جديد:ترسيخ المفهوم العلمي الجديد و إظهار جانب الخطأ في التمثلات.
  • إبراز التمثلات: أسئلة موجهة شفوية. 
  • صياغة الأهداف في صيغة عوائق قابلة للتجاوز و مناسبة لمستوى المتعلمين و الشروط التي يتم فيها التعلم. 
  • تحديد المسار الذي يمكن من تجاوز العوائق من خلال تدرج بيداغوجي يأخذ بعين الاعتبار إمكانات المتعلمين و قدراتهم و يسهل عليهم في الوقت نفسه عملية اكتساب المفهوم العلمي . 
  • اختيار وضعية بيداغوجية مناسبة (حل المشكلات) .
  •  اختيار الأنشطة و الوسائل التي تسهل على المتعلم تجاوز العوائق و الوصول لبناء المفهوم . 
  • وضع إجراءات علاجية استباقية توقعا لوجود صعوبات يكشف عنها التقويـم. 

تساعد التصورات المتعلم على الاحتفاظ بالمعلومات و تتيح إمكانية التكيف مع المحيط و خلق التوازن الذي تحدث عنه بياجي كما تلعب دور التواصل أي الاندماج في أنظمة معقدة كثيرة أو قليلا لتبادل المعلومات.إلا أن المتعلم سرعان ما يكتشف أن تصوراته ليست دائما ملائمة للمشكل المعالج و يصطدم بوجهات نضر مختلفة فيدرك أن هناك مجموعة من الأجوبة الممكنة فتبدو له وجهة نضره اقل بداهة مما كان يعتقد فيعيش صراعا معرفيا دافعيا يقوده إلى البحت عما إذا كان مخطئا و يدفعه إلى التساؤل عمن معه الحق و عن سبب دلك .و يؤدي هذا الحوار الداخلي بالمتعلم إلى إعادة تنظيم تمثلاته و البحث عن علاقات جديدة بين المعارف التي يمتلكها و هكذا يلجأ إلى جمع بيانات أخرى و إعادة صياغة التصور على نحو آخر أقرب إلى الصواب..

.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-