مفهوم الدعم البيداغوجي:
المنطلقات النظرية للدعم البيداغوجي:
أنواع الدعم التربوي و مجالاته:
جعل المتعلمين قادرين على تجاوز تعثراتهم في الوقت المناسب حتى لا تتراكم و تتحول إلى عوائق تعلمية.
تجاوز معيقات التعلم التي لا يكون المتعلم بالضرورة سببا فيها.
تقليص الفوارق التعلمية بين المتعلمين.
تحقيق الاندماج بين مجموعة الفصل الواحد.
تيسير عملية الربط بين المكتسبات السابقة و التعلمات اللاحقة.
تمكين المدرس من البحث عن بدائل بيداغوجية و ديداكتيكية جديدة.
وهذه الحالة قد تكون نتيجة غياب عن الدروس لبضعة أيام أو بسبب شرود و عدم انتباه غير معتاد . و في هذه الحالة يلزم إعادة الشرح أو التمارين أو مراجعة المواضيع و المسائل التي لم يفهمها و لم يستوعبها هذا التلميذ بالذات .
2- في إطار الأنشطة العادية للصف (القسم):
كما يمكن للمدرس أو لإدارة المدرسة اللجوء إلى تشكيل مجموعات قارة للمستوى في الفصل الواحد ، حيث يتبين وجود عدد مهم من التلاميذ الذين يبدون تعثرا و ضعفا و يحتاجون إلى دعم طويل الأمد يمتد خلال سنة كاملة .
كما يمكن اللجوء عند الضرورة إلى خلق صفوف(فصول أو أقسام كما نقول في المغرب) كاملة للمستوى ، إذا تبين أن مجموع تلاميذ الصف الواحد ، لا يمكنهم مسايرة التعليم العادي ، شريطة أن تتوفر المدرسة على فصلين على الأقل ، من مستوى التحضيري (السنة الأولى ابتدائي ) أو صفين من الابتدائي أو المتوسط ، و شريطة أن يعود التلميذ المستفيد من مجموعة المستوى أوصف المستوى ، للاندماج مجددا في التعليم العادي بشكل تلقائي كلما تمكن من تحصيل ما فاته و بالتالي اللحاق بزملائه.
أما في الحالة التي يبدي فيها التلميذ صعوبات خاصة لا يمكن للمدرس مواجهتها و علاجها ، فعند ذلك تتم الاستعانة بمجموعة من المتخصصين من مثل علماء النفس المدرسي و المتخصصين في إعادة التربية على أن تتم عملية التدخل على النحو التالي : ـــ يشرح المدرس للأخصائي النفسي أو المرشد النفسي ، طبيعة الصعوبة أو الصعوبات التي يعاني منها التلميذ . ـــ يفحصه الأخصائي للبحث عن الأسباب و اقتراح الحلول . ـــ أما المتخصص في إعادة التربية فسيحاول علاج الإعاقة بما يلائم من أنشطة و تداريب . على أن تمارس إعادة التربية هذه ، داخل المدرسة و خلال أوقات الدراسة . .( محمد الدريج " الدعم التربوي وظاهرة الفشل الدراسي "منشورات رمسيس، الرباط، 1998 ) .
5- حالة التلميذ الذي يعاني من صعوبات خطيرة :
إذا لم تكن حصص الدعم في إطار توزيع الزمن العادي كافية لتدارك التخلف لدى التلميذ ، ففي هذه الحالة يمكن أن يوجه التلميذ و منذ مرحلة روض الأطفال إلى المؤسسات المتخصصة . و يقوم بتشخيص حالات عدم التكيف كل من : ـــ المعلم ؛ ـــ الأخصائي النفسي ( المرشدين) ؛ ـــ طبيب قسم الصحة المدرسية . و تقوم لجنة التربية الخاصة سواء على مستوى الروض أو الابتدائي بدراسة ملفات الأطفال غير المتكيفين دراسيا . و تقوم هذه اللجنة التي يرأسها مفتش من الأكاديمية ، بدراسة الملف و ترشد الأسرة و تساعدها على مواجهة المشاكل التي تطرح نتيجة تغيير التلميذ للمؤسسة مثلا ، و تقرر بموافقة المدرسة ، نقل التلميذ إلى المؤسسة الخاصة .
6- التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة (المعوقون ):
و في هذه الحالة يمكن أن تواجه المدرس ثلاثة أنواع من الإعاقة : ـــ إذا تعلق الأمر بإعاقة خفيفة و بالإمكان علاجها ، يوجه التلميذ في هذه الحالة إلى قسم التوافق سواء في الروض أو في التعليم الابتدائي . و يتألف هذا النوع من الإعاقة عموما ، من صعوبات في النمو الجسمي أو العقلي أو الانفعالي ( العلائقي ) و في نهاية كل سنة دراسية تقوم المؤسسة بجرد عام للتقدم الحاصل و تقرر فيما اذا كان التلميذ سيستمر في الاستفادة من قسم التوافق .- النوع الثاني من الإعاقة في إعاقة كبيرة ومستمرة نسبيا وفي هذه الحالة يوجه التلميذ نحو صف الإصلاح أو للتعليم الخاص حيث يتلقى تعليما ملائما.- أما إذا تعلق الأمر بأطفال يعانون من إعاقة خطيرة ففي هذه الحالة يوجه الطفل نحو مؤسسة طبية تربوية لإعادة التربية والتربية الحسية الحركية.
أ ـ التشخيص: عملية توظف لها أدوات للكشف عن مواطن النقص أو أسبابه وعوامله. وهي ليست بالذات، التقويم الذي نقوم به للحكم على نتائج المتعلمين، بل هي عملية تالية نقصد بها الجواب عن السؤال: لماذا هذه النتائج؟ وتوظف لها أدوات للتشخيص كالاختبارات، والروائز، أو الاستمارات، أو تحليل مضمون الأجوبة، وغيرها.
ب ـ التخطيط: عملية تالية للتشخيص نقوم بها لوضع خطة للدعم تحدد نمطه، وأهدافه وكيفية تنظيم وضعياته، وأشكال توزيع المتعلمين وتفييئهم، إضافة إلى الأنشطة الداعمة، وغيرها من الإجراءات التي ستوضحها الأبواب اللاحقة.
ج ـ التنفيذ: عملية تمكن من نقل ما تم تخطيطه إلى سياق الممارسة والفعل، وذلك داخل الصف وفي سياق مندمج في عملية التعليم والتعلم، أو خارجه في إطار مؤسسي أو غيره.
د ـ الفحص: عملية يتأكد من خلالها بأن الإجراءات التي خططت ونفذت قد مكنت فعلا من تجاوز الصعوبات والتعثرات، وبالتالي تقلصت الفوارق بين مستوى المتعلمين الفعلي وبين الأهداف المنشودة.
و لا يمكن للدعم أن يحقق أهدافه ما لم يكن مسبوقا بتقويم دقيق للتعلمات، حيث يتم تحديد نوع الصعوبات و التعثرات و تصنيف المتعلمين حسب الحاجيات.
المنطلقات النظرية للدعم البيداغوجي:
البيداغوجيا الفارقية:
هي عبارة عن ممارسات وتقنيات بيداغوجية تقوم على أساس وجود فروق فردية بين التلاميذ في الوسط المدرسي تتجلى في:
فوارق معرفية:
تتمثل في اختلاف إيقاع فعل التعلم، واللاتطابق بين زمن التعليم وزمن التعلم، وتعدد الاستراتيجيات المعرفية وأساليب التعلم وغيرها...
فوارق سوسيو ثقافية:
ترتبط بالقيم والمعتقدات واللغة وأنماط التنشئة الاجتماعية والخصوصيات الثقافية.
فوارق سيكولوجية:
إن لكل تلميذ شخصية تميزه وكيانا وجدانيا تغذيه مختلف العواطف المكتسبة، والتي تتحكم في نوعية السلوكات والتصرفات وردود الأفعال الصادرة عن الشخصية إزاء مختلف المواقف.
بيداغوجيا الخطأ
و هي تصور و منهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم، فهو استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.
و بناء على هاتين النظريتين، فإن أنشطة الدعم تتأسس انطلاقا من بعض المبادئ نوردها كالتالي:
لكل متعلم وتيرته الخاصة في التعلم، فزمن التعلم يختلف من متعلم لآخر.
لكل متعلم نمطه الخاص في التعلم (التعلم عن طريق السمع ، التعلم بالمشاهدة ، التعلم بالممارسة الحسية.
لكل متعلم استراتيجيته (منهجيته) الخاصة في التعلم.
لكل متعلم درجة معينة في التحفز للتعلم، و تختلف طبيعة الدوافع الداخلية و الخارجية من تلميذ لآخر.
لكل متعلم تاريخ مدرسي خاص به.
لكل متعلم ظروفه الخاصة به في العيش داخل أسرته.
لكل مدرس أسلوبه و وتيرته الخاصة في التدريس...
أنواع الدعم التربوي ومجالاته
و يمكن تصنيف أنواع الدعم وفق هذا المعيار إلى:
الدعم الوقائي:
و له ارتباط وثيق بالتقويم التشخيصي، و سمي بالوقائي لأنه يقي المتعلم من التعثر قبل بدء عملية التعليم و التعلم.
الدعم التتبعي:
و له علاقة بالتقويم التكويني، و وظيفته ترشيد جهد المتعلم و سد ثغراته بتدخلات آنية فورية مستمرة.
الدعم التعويضي:
يقع في نهاية التدريس، و ينطلق من نتائج التقويم الإجمالي، و الغرض منه تقليص الفوارق و تعويض النقص الملاحظ في نتائج تقويم التعلمات.
معيار مجال الشخصية:
وينقسم هذا النوع من الدعم إلى:
الدعم النفسي:
و يهم المتعلمين الذين يعانون صعوبات و مشاكل نفسية تعيق تعلماتهم.
الدعم الاجتماعي:
و يستهدف مساعدة المتعلمين على تجاوز الصعوبات و المعيقات الاجتماعية التي قد تؤثر في مسارهم الدراسي.
الدعم المعرفي المنهجي:
ينصب على المعارف و المهارات و منهجيات العمل المطلوب اكتسابها.
معيار العدد:
تندرج ضمنه الأنواع التالية:
- الدعم الجماعي:
و يهم جماعة القسم بكاملها.
- الدعم الخاص:
و يتفرع هذا الصنف إلى:
دعم خاص بالمجموعات المتجانسة: و هي التي تعاني من قواسم مشتركة و ثغرات متقاربة تستوجب تخصيصهم بأنشطة معينة.
دعم خاص بالمجموعات غير المتجانسة: يتم لفائدة مجموعة مختلفة من حيث مستويات التحصيل و القدرات، و يرتكز أساسا على التعاون و العمل البيني الأفقي داخل المجموعة.
الدعم الفردي: و هو دعم موجه لمتعلم واحد، و يتخذ شكل إرشادات كتابية أو شفهية يلتزم بها المتعلم منفردا.
معيار جهة الدعم:
و ينقسم إلى نوعين هما:
الدعم الداخلي: و هو الذي تنظمه المؤسسة داخل الفصل أو داخل فضاءات المؤسسة الأخرى، و ينقسم إلى:
الدعم المندمج: و يتم من خلال أنشطة القسم، و يشمل الدعم الوقائي و التتبعي و التعويضي المشار إليها سابقا.
الدعم المؤسسي:يتم خارج القسم وداخل المؤسسة في إطار أقسام خاصة، ومن إجراءاته :
- إنجاز مشروع المؤسسة لتغطية بعض جوانب النقص لدى المتعلمين.
- إحداث أقسام خاصة بالدعم في مواد معنية.
- الدعم في فضاءات مدرسية أخرى كمراكز التوثيق والخزانة المدرسية والقاعات متعددة الوسائط.
الدعم الخارجي:
- يتم استثمار الأسبوع الثالث من كل وحدة دراسية، و أسبوعي الدعم و الخاص، في إنجاز حصص الدعم التربوي.
- خلال حصص الدعم التربوي، يتم تعبئة المذكرة اليومية وفق مخطط الدعم التربوي، و بشكل مختلف عن التعبئة اليومية خلال حصص إرساء الموارد.
- يتم تفييئ المتعلمين حسب الحاجة إلى الدعم، و نوع التدخل، و ذلك من خلال استثمار نتائج التقويم التربوي و الملاحظات المسجلة في المذكرة اليومية.
- يوزع المتعلمون إلى مجموعات متجانسة حسب الحاجيات المرصودة و فئات الخطأ، مع تجميع المتعلمين المتفوقين في مجموعة خاصة، تستفيد بدورها من أنشطة موازية، كما يمكن لهؤلاء مساعدة زملائهم المتعثرين، عن طريق توزيعهم على مجموعات الدعم، و تكليفهم بمساعدة زملائهم.
- ينبغي اختيار الأنشطة الملائمة لما تمت دراسته من قبل، مع تفادي تكرار الأنشطة المنجزة خلال حصص إرساء الموارد، شكلا و مضمونا (إعداد صحيفة حائطية، قراءة قصص من خزانة الفصل، كتابة مواضيع إنشائية، إنجاز تقارير، رسومات، البحث عن موارد، تنشيط، تقديم تقرير عن رحلة… الخ؛.)
- توضيح وشرح كيفية الإنجاز للمتعلمات والمتعلمين.
- تشجيع المتعلمات والمتعلمين بعرض إنجازاتهم بفضاء القسم أو المدرسة أو بمواقع أخرى حتى حلول فترة الدعم الموالي مثلا.
- يمكن للمدرس إبداع أنشطة وطرق وأساليب جديدة تتناسب وخصوصيات فصله؛ وذلك بالتنسيق مع المدرسين وهياكل المؤسسة ومع الفاعلين المحتملين.
- المراجع المعتمدة الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي، طبعة 2009، منشورات وزارة التربية الوطنية، المملكة المغربية.
- التقويم التربوي ؟ أهميته ؟ معاييره ؟ و أنواعه ؟
الدليل البيداغوجي للتصدي للهدر المدرسي، منشورات وزارة التربية الوطنية، المملكة المغربية.
دليل إعداد و تدبير أنشطة الدعم –المشروع 5 – المخطط الاستعجالي، منشورات وزارة التربية الوطنية، المملكة المغربية.